أب طالب هندسة يناشد السلطات بعد غرق ابنه في عرض البحر

فاطمة الزهراء ايت ناصر
“رجّعو ليا ولدي، الله يخليكم، كثّفو من البحث ما تبخلوش علينا باللي تقدروا عليه”، بهذه الكلمات المؤثرة عبّر والد الطالب عثمان عن ألمه وحرقة قلبه، وهو يطالب السلطات بتكثيف جهود البحث عن جثمان ابنه الذي غرق مساء الإثنين 30 يونيو 2025، أثناء السباحة بشاطئ يعقوب المنصور.
وفي اتصالنا بوالد عثمان، البالغ من العمر 19 سنة والمُسجّل في السنة الأولى بالمدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط (ENIM)، عبّر عن حزنه العميق وقلقه المتزايد، مؤكدًا أن البحر كان هائجًا صباح اليوم، وهو ما صعّب بشكل كبير عمليات البحث والتمشيط التي باشرتها فرق الإنقاذ.
وأضاف أن الأمواج العالية حالت دون البحث عنه، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود وعدم الاستسلام، ومناشدًا كل الجهات المعنية مواصلة البحث بكل الوسائل الممكنة، أملاً في العثور على جثمان ابنه وطيّ صفحة هذا الكابوس الذي تعيشه الأسرة
وعبّر والد الطالب المفقود عن ألمه وقلقه البالغ، وناشد السلطات المختصة بتكثيف جهود البحث والتمشيط، مطالبًا بإرسال فرق غطس محترفة واستعمال الوسائل التقنية المتاحة، مناشدًا المسؤولين بعدم التراخي في هذه القضية التي تهز الأسرة وأصدقاء الضحية وكل من عرفه عن قرب.
وحسب صديق عثمان، فإنه كان بمفرده حين قرر أن يلج البحر، ووضع ملابسه وهاتفه المحمول لدى سيدة كانت تجلس بالقرب من الشاطئ. لكن بعد دقائق قليلة، ارتفعت الأمواج بشكل مفاجئ وغطى الضباب الأفق، ما أدى إلى انعدام الرؤية، وظل الشاب في عرض البحر دون أن يظهر من جديد.
السيدة التي احتفظت بأغراضه حاولت بعد غيابه إدخال بطاقة هاتفه في جهازها للاتصال بأقاربه، ثم سارعت إلى إبلاغ السلطات الأمنية، كما أخبرت زملاءه بالواقعة. وقد حضر والداه بسرعة إلى المكان، ووجها شكاية رسمية إلى مصالح الأمن، لكن حلول الظلام حال دون الشروع الفوري في عمليات البحث، التي تأجلت إلى صباح اليوم التالي ابتداءً من الساعة السادسة.
عائلة الطالب المفقود، وفي مقدمتها والده، تناشد السلطات بتعبئة كل الوسائل الممكنة، من فرق غطس وتجهيزات تقنية، للعثور على جثمان عثمان، وتطالب بعدم التراخي في هذه المهمة الإنسانية التي تمس أسرة مكلومة ومحيطًا جامعيًا مصدومًا.
وفي انتظار نتائج البحث، تتواصل الدعوات من زملاء وأصدقاء الفقيد لتكثيف الجهود، مؤكدين أن عثمان كان شابًا خلوقًا ومجتهدًا، وأن فقدانه بهذه الطريقة المفجعة خلف ألمًا كبيرًا في نفوس كل من عرفه.
وفي ظل استمرار غياب أي أثر للطالب الغريق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #عثمان_بنعيشة، حيث عبّر عدد من النشطاء عن تضامنهم مع أسرة الطالب ودعمهم لمطلب تكثيف البحث.
وتداول عدد من أصدقائه وزملائه صوره ورسائل مؤثرة تدعو إلى مواصلة عمليات الإنقاذ بكل السبل الممكنة، مؤكدين أن عثمان كان مثالًا في الاجتهاد والأخلاق، وأن فقدانه بهذه الطريقة المأساوية يجب أن يحرّك قلوب الجميع لتكثيف الجهود وعدم التهاون في إنقاذ الأرواح.