أحياء جامعية بفاس تتحول إلى معاناة يومية للطالبات وسط غياب الخدمات الأساسية

نجوى القاسمي

في قلب مدينة فاس، تعيش مئات الطالبات داخل الأحياء الجامعية معاناة يومية لا تليق بكرامة الإنسان، بسبب هشاشة البنية التحتية وغياب الحد الأدنى من ظروف الإقامة الملائمة. واقع صادم يكشف عن صورة قاتمة لسكن يفترض أن يكون فضاء آمنا ومهيأ لمساعدة الطالبات على التركيز والتحصيل العلمي، فإذا به يتحول إلى عبء نفسي واجتماعي يهدد مسارهن الدراسي.

وتعرف الأحياء الجامعية، خاصة سايس 1 و2 و3، اكتظاظا كبيرا، حيث تعجز الغرف الصغيرة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطالبات. ففي ظل غياب حلول من الإدارة، تلجأ الطالبات إلى تقاسم الغرف المحدودة في إطار التضامن، ما يؤدي إلى إقامة 6 أو 7 طالبات في غرفة لا تتسع لأكثر من أربع، وهو ما يخلق اختناقا يوميا وظروفا غير صحية.

وبحسب تقرير اللجنة البرلمانية الاستطلاعية، فإن هذه الأحياء تعاني من مشاكل متعددة أبرزها غياب النظافة، وتصدعات خطيرة في البنايات، وقلة الحمامات، وسوء الإنارة، ونقص حاد في المياه. كما أن بعض الأجنحة لا تزال مغلقة أو غير مستغلة، رغم الحاجة الماسة إليها، وهو ما يثير استياء الطالبات اللواتي يتقدمن بشكاوى دون أن تلقى تفاعلاً جاداً من إدارة المؤسسة.

ولم يفت التقرير التنبيه إلى غياب مخارج الإغاثة في حالة الحوادث، وافتقار بعض المراحيض للأبواب والمصابيح، إضافة إلى ضيق الوقت المخصص لاستخدام الحمامات، ما يزيد من الضغط النفسي على المقيمات. كما أن التنقل إلى الكليات يمثل تحدياً آخر، في ظل ضعف وسائل النقل وتهديدات يومية كالتعرض للتحرش أو تفويت الحصص الدراسية.

هذا الواقع، الذي يشبه في تفاصيله سجونا جامعية، كما تصفها بعض الطالبات، يدعو إلى تدخل عاجل من الجهات الوصية لتحسين ظروف الإقامة وضمان الحد الأدنى من الكرامة لنساء المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى