أخباش ل”إعلام تيفي”: “أطمح أن يتعرف جهازي على الوجوه ويصف للمكفوفين محيطهم”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشف الطفل مصطفى أخباش، والد امين أخباش الملقب بـ”المخترع الصغير”، عن تفاصيل اختراعه الموجه لفئة المكفوفين، والذي يعكس شغفه بالتكنولوجيا ورغبته في تسهيل حياة هذه الفئة. وأكد في تصريح خاص أن الجهاز لا يزال في مرحلة التطوير، مضيفًا أنه يعمل على تحسينه ليمتلك قدرات تشبه الذكاء الاصطناعي.
وأوضح والد الطفل ل”إعلام تيفي” أن الجهاز سيمكن مستقبلاً من التقاط صور للأشخاص والتعرف عليهم، كما يمكن ربطه بتقنية البلوتوث، وتحميله بلغات متعددة ليساعد المستخدم في فهم محيطه والتواصل مع الآخرين.
وأضاف أن الجهاز سيكون قادرًا على دراسة المجسمات والمساحات المحيطة وإيصال المعلومات مباشرة إلى أذن المكفوف، بحيث يصف له المكان ويوجهه بدقة، مع إمكانية ربطه بالأقمار الصناعية (الساتليت) لتحديد الاتجاهات والمسارات بدقة عالية.
وأشار أخباش إلى أن فكرة الاختراع راودته منذ فترة طويلة، إذ كان يتخيل في البداية جهازًا على شكل مسند يحمله المكفوف في يده، لكن مع الوقت اختار تصميمًا أكثر بساطة وراحة، فجاء الجهاز على شكل سماعة استوديو تُركب على الرأس، ما يجعله عمليًا وسهل الاستخدام دون أن يثقل على المستخدم.
وأكد والد المخترع الصغير أن جهازه يعتمد على تقنيات بسيطة لكنها فعالة، مثل سماعة الاستوديو، ونظام الأندرويد، والموجات فوق الصوتية (ultrasonic). ولتعويض غياب بعض المكونات الإلكترونية، استعان بهزاز الهاتف لخلق الأصوات الضرورية، خاصة أن بعض المستخدمين لا يرون ولا يسمعون، مما تطلب حلولاً مبتكرة.
ورغم محدودية الإمكانيات، يواصل أمين تطوير اختراعه بكل إصرار، حيث أوضح والده أنه كثيرًا ما يضطر للبحث في الإنترنت عن المواد والأدوات التي يحتاجها، لكنه غالبًا لا يجدها متوفرة في المغرب أو تتطلب التنقل إلى مدن بعيدة.
وأكد والده، مصطفى أخباش، أن أسعار المجموعات الإلكترونية تختلف بحسب المكونات، حيث قد تصل إلى 1200 درهم، ما يمثل تحديًا كبيرًا للأسرة وأحيانا أخرى لا تتعدى 300 درهم.
وأضاف الأب أن أمين اتصل مؤخراً بعدة محلات متخصصة لاقتناء قطع مثل الأردوينو، المحركات، والسيرفورات التي يحتاجها في مشاريع الروبوتيك، لكنه لم يتمكن من الحصول عليها. وقال إن “لو توفرت هذه المواد، لكان بإمكان أمين أن يخترع جهازًا أكثر تطورًا من الذي قدمه اليوم”.
ورغم هذه التحديات، لا يفقد أمين الأمل، بل يستمر في الابتكار والتجريب. ففي عيد الأضحى، يخطط لتصميم روبوت صغير يشارك في دوريات كرة القدم المحلية، حيث يعمل على تجميع مواد مستعملة من أجل ابتكار روبو يُسهم في إدخال الكرة إلى الملعب.
وقد اشترى بالفعل بعض القطع من سوق الخردة، لكنه فوجئ بكون المحرك لا يشتغل، ما دفعه لمواصلة البحث عن بدائل. وحسب الأب يؤمن أمين أن الحلم لا يتطلب إمكانيات ضخمة، بل إرادة قوية وإبداعًا لا حدود له.