أخلاقيات الذكاء الاصطناعي و سؤال الخصوصية

ملاك احديود : صحافية متدربة

في عالم يتحرك بسرعة البرق نحو الرقمنة، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية واعدة، بل أصبح واقعاً يفرض حضوره في مختلف مجالات الحياة، من الصناعة والطب، إلى التعليم والإعلام. لكن هذا الحضور القوي يضعنا أمام أسئلة جوهرية، ليست تقنية فقط، بل أخلاقية وإنسانية من الدرجة الأولى.

لطالما شكلت الأخلاق جوهر العلاقة بين الإنسان والآخر، بين الحرية والمسؤولية. ومع دخول الآلة الذكية على الخط، تغيّر شكل هذه العلاقة. فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة صمّاء، بل أصبح قادراً على اتخاذ قرارات، أحياناً بمعزل عن تدخل بشري مباشر، وهو ما يطرح تساؤلاً حرجاً
من يتحمل المسؤولية إذا اتخذت الآلة قراراً خاطئاً؟
هذا ما يجعل من الذكاء الاصطناعي الأخلاقي فرعاً حيوياً من الأخلاقيات التطبيقية، يسعى لوضع ضوابط تحكم تطوير واستخدام هذه التقنيات بشكل يراعي المبادئ الإنسانية، من عدالة، ومساواة، وعدم التحيّز.

في مقابل الفوائد الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، هناك ثمن خفي يدفعه المستخدم العادي دون أن يشعر وهو خصوصيته.
فالأنظمة الذكية تُبنى على تحليل كميات ضخمة من البيانات، بما في ذلك معلومات شخصية دقيقة حول العادات، السلوك، والموقع الجغرافي. وغالباً ما يتم جمع هذه المعطيات دون وعي كافٍ من المستخدم، أو في غياب تشريعات صارمة تحميها.
ويزداد القلق حين نعلم أن بعض الأنظمة تعتمد على خوارزميات قد تحمل تحيّزات مبرمجة مسبقاً، مما يهدد بمأسسة التمييز الرقمي، خصوصاً ضد الفئات الهشة أو الأقل تمثيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى