أخنوش يعود إلى سوس… فهل استيقظت رمزية الجهة بعد طول غياب؟

نجوى القاسمي

في الوقت الذي تعيش فيه البلاد على وقع أزمات متتالية، أبرزها الغلاء ، عاد رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى جهة سوس ماسة، من بوابة المحطة التواصلية الرابعة لحزبه التجمع الوطني للأحرار، تحت شعار “مسار الإنجازات”.

لكن هذه العودة، بدل أن تكون لحظة سياسية هادئة، أثارت الكثير من الجدل حول التوقيت، والرسائل، والأسلوب.

ففي كلمته بأكادير، السبت 21 يونيو 2025، أوصى أخنوش وزراء حكومته بالاستمرار في تنزيل البرنامج الحكومي بصبر خلال ما تبقى من عمر الولاية.

وأكد أن الحكومة ستواصل العمل إلى نهاية ولايتها، في ما بدا أنه رد على تصاعد الانتقادات الشعبية والسياسية التي تواجهها حكومته، خصوصا  في ما يتعلق بتدبير الملفات الاجتماعية والاقتصادية.

غير أن ما أثار الانتباه أكثر، هو تكرار  لنفس اللغة الدفاعية التي بات يعتمدها في كل ظهور، حيث يختصر نقد السياسات العمومية في “تشويش”، ويُصور كل معارضة وكأنها استهداف شخصي لا مشروع سياسي بديل.

تصريحات أخنوش عن رمزية أكادير وكونه ابن سوس لم تمر دون تساؤلات.

ففي الوقت الذي يذكر فيه رئيس الحكومة أنه انطلق من الجهة نفسها في بداياته السياسية، يلاحظ كثيرون أن هذه الرمزية لم تكن حاضرة طيلة فترة الأزمات المتراكمة، حين كانت ساكنة الجهة  مثل باقي المغاربة  تنتظر خطاب تواصل فعال وحضورا سياسيا ميدانيا لا الاكتفاء بالظهور في مناسبات حزبية.

إذا كان رئيس الحكومة  يطالب بالصبر، فالمواطن بدوره يطالب بالتواصل، والشفافية، ونتائج ملموسة على الأرض، لا صورا موسمية في جولات حزبية. فالمؤسسات لا تُقاس بالرمزيات ولا بالتذكير بالماضي، بل بما يتحقق في الحاضر، وبقدرة الحكومة على الاستماع لا على التبرير المستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى