أزمة بطالة بين ممرضي المستقبل رغم الخصاص الحاد في المستشفيات

حسين العياشي

تجمّع المئات من خريجي وطلبة المعهد العالي لمهن التمريض وتقنيات الصحة في وقفة احتجاجية سلمية، عبّروا من خلالها عن استيائهم من تزايد البطالة في صفوفهم، ولا سيما بين حملة شهادة دفعة 2025. وقد رفع المحتجون شعارات تطالب بالإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، مؤكدين أن ما يقارب 2400 خريج ما زالوا بلا عمل، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأطر التمريضية والتقنية.

في أجواء اتسمت بالهدوء والانضباط، عبّر المشاركون عن إحباطهم من واقع يرونه مفارقًا للعقل والمنطق: فبينما تعيش المنظومة الصحية أزمة موارد بشرية خانقة، يظل خريجو المعهد على الهامش، ينتظرون فرصًا ضائعة كان من المفترض أن تكون لهم.

وطالب المحتجون الحكومة بفتح مناصب مالية جديدة، واعتماد التوظيف المباشر لخريجي المعهد، معتبرين أن السياسة الحالية في تدبير الموارد البشرية لم تعد قادرة على الاستجابة لحاجيات الميدان، ولا لطموحات الشباب الذين أفنوا سنوات من التكوين الأكاديمي والتطبيقي في سبيل خدمة القطاع الصحي.

ويرى المشاركون في هذا الحراك أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من إعادة النظر في آليات التوظيف وفي طريقة توزيع الكفاءات داخل المؤسسات الصحية. كما شددوا على أن الاستثمار في العنصر البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار في المعدات والبنى التحتية، وأن النهوض بالمنظومة الصحية رهين بإنصاف الكفاءات الوطنية وتمكينها من أداء دورها الطبيعي في خدمة المواطن والمجتمع.

وفي ختام الوقفة، أعرب المحتجون عن أملهم في أن تجد أصواتهم صدى لدى الجهات المعنية، وأن تتحول مطالبهم إلى خطوات عملية تضع حدًا لانتظار طال أمده، وتعيد الثقة إلى جيل من المهنيين الذين آمنوا بأن العطاء في مجال الصحة هو أسمى صور الخدمة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى