لم تُنهِ أجواء عيد الأضحى موجة الغلاء التي أثقلت كاهل الأسر المغربية، فأسعار اللحوم الحمراء، التي كانت محور حديث المستهلكين قبل العيد، تواصل منحاها التصاعدي حتى بعد انقضاء المناسبة. ورغم الآمال التي علّقها البعض على عودة الأسعار إلى مستوياتها “الطبيعية”، يبدو أن واقع السوق يشير إلى عكس ذلك.
في جولة قام بها “إعلام تيفي” داخل السوق النموذجي وسط العاصمة الرباط، عبّر عدد من المتسوقين عن استيائهم من الأسعار التي وصفوها بـ”غير المعقولة”، مؤكدين أن ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم ما زال يتراوح بين 120 و130 درهمًا، في حين يتجاوز لحم البقر سقف 110 دراهم.
أحد المواطنين قال وهو يرى قطع اللحم المعروضة: “كنا ننتظر أن تنخفض الأسعار بعد العيد، لكن يبدو أن العكس هو الذي حدث، لم يعد من مقدورنا ان نشري اللحوم ”.
وأضافت زوجته:“اللحوم اصبحت تعرض على دوي الدخل المرتفع، أما نحن يجب أن نفكري في الامر عدة مرات، وإن شاءت الأقدار وشترينا كيلوغرام منها يجب أن تقسم لعدة أيام”.
وأشارت الى ان موجة الغلاء الحالية باتت تُثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة، مطالبت بتدخل عاجل من الجهات المعنية لضبط الأسعار، ودعم سلاسل الإنتاج، حتى لا تتحول اللحوم إلى سلعة موسمية لا تدخل البيوت إلا في المناسبات.
في المقابل، يرى الجزار أن استمرار ارتفاع الأسعار يعود إلى تزايد الطلب، خصوصاً مع عودة أفراد الجالية المغربية في الصيف، وكثرة المناسبات الاجتماعية من أعراس وولائم وعقائق، وهي عوامل تضغط على السوق وتزيد من حدة الطلب مقارنة بالعرض المتأثر أصلاً بعوامل أخرى مثل الجفاف وغلاء الأعلاف.
في انتظار حلول جذرية، يواصل المستهلك المغربي التأقلم مع واقع جديد، تُصبح فيه وجبة اللحم ترفًا مؤجلًا، بينما تستمر أسعار السوق في التحليق خارج قدرته الشرائية.