أقرطيط ل اعلام تيفي : الشرق الأوسط يدخل مرحلة حرب كسر العظم بين إسرائيل وإيران

نجوى القاسمي
تتواصل المواجهات المدمرة بين إسرائيل وإيران لليوم السابع على التوالي، وسط تزايد المخاوف من انخراط مباشر للقوات الأمريكية، وتكثف الدعوات الدولية للتهدئة.
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية، الحسن أقرطيط خلال حديثه لموقع اعلام تيفي أن هذه الحرب ليست مجرد رد فعل آن، بل تأتي في سياق استراتيجي مدروس تسعى من خلاله إسرائيل إلى تغيير قواعد الاشتباك، وإنهاء النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.
وأوضح أقرطيط أن إسرائيل تستخدم كل ترسانتها العسكرية من صواريخ وذخائر متطورة لتوجيه ضربات موجعة للبنية الإقليمية الإيرانية، في محاولة لترسيخ مكانتها كأقوى قوة إقليمية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل ما تعتبره تل أبيب تهديدا متناميا لتقارب دول الخليج أبرزها السعودية ومصر.
كما اكد هذه الحرب تأتي كرد فعل على التحولات الإقليمية التي شهدتها السنوات الأخيرة، لا سيما بعد الاتفاقات الاستراتيجية التي رعتها ايران مع الصين وروسيا قد شملت هذه الاتفاقات مجالات متعددة منها الأمن والدفاع، ومدتها 25 سنة، وهو ما أعاد تشكيل التوازنات في المنطقة.
وأضاف الباحث أن إسرائيل تراهن على عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، لاستعادة الغطاء السياسي والدعم العسكري الذي كانت تحظى به خلال ولايته، وبالتالي إجهاض التحولات الجديدة التي تشهدها المنطقة.
من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة: صراع طويل الأمد يتصاعد
يؤكد الحسن أقرطيط أن ما نراه اليوم ليس بداية حرب جديدة، بل تطور طبيعي لصراع بدأ منذ عام 1979، عندما طردت إيران البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من طهران، و تعوضيها ببعثات الفلسطينية. ويرى أن الصراع ظل لسنوات طويلة يأخذ شكل حرب غير مباشرة، خاضتها إيران عبر حلفائها، من حزب الله اللبناني إلى فصائل عراقية وفلسطينية وسورية، فيما ردت إسرائيل بعمليات استخباراتية وعمليات سيبرانية ودعم خصوم طهران في الداخل.
ويشير أقرطيط إلى أن المرحلة الحالية تشهد تحولا خطيرا نحو المواجهة المباشرة، عبر استخدام أسلحة متطورة تشمل تكنولوجيا جو-فضائية وأنظمة دفاع متقدمة كالقبة الحديدية. ويصفها بأنها حرب كسر العظم” بين قوتين تسعيان للهيمنة الإقليمية.
غموض سيناريوهات الحسم.. واحتمال العودة إلى الحرب بالوكالة
يبدي أقرطيط تشكيكا في قدرة إسرائيل على حسم المواجهة عسكريا، مشيرا إلى أن إيران طورت على مدى عقود برنامجا صاروخيا معقدا، كما أن حلفاءها، مثل حزب الله، يمتلكون ترسانة تفوق 120 ألف صاروخ. كما لفت إلى امتلاك إيران صواريخ فرط صوتية وباليستية، ما يمنحها مخزونا استراتيجيا رادعا.
ويرجح الباحث أن الحرب قد تعود إلى نمط الحرب بالوكالة، مع استمرار الضربات المباشرة المتقطعة، مما يبقي المنطقة في حالة من التوتر الدائم. كما لم يستبعد أن تطول المواجهة لسنوات، على غرار الحرب العراقية الإيرانية.
صراع يتجاوز الميدان العسكري
ويخلص أقرطيط إلى أن ما يجري ليس مجرد صراع عسكري، بل هو صراع استراتيجي طويل الأمد لإعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وتكريس إسرائيل كفاعل مهيمن في وجه تحالفات صاعدة تقودها إيران بدعم من موسكو وبكين. ومع استمرار التوترات، يبقى الشرق الأوسط على حافة تحول جذري في ميزان القوى، مفتوح على سيناريوهات متعددة.