إختزل تاريخ المغرب في 12 قرنا.. يوتيوبر مغربي يلهب مواقع التواصل الإجتماعي

أثار المدون المغربي أمين العوني لهب من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إشارته في قميص للمنتخب المغربي بقطر إلى تاريخ المغرب، الذي حصره في 12 قرنا فقط، ما نتج عنه كما من الانتقادات والهجوم من قبل نشطاء يرون أنه “يسيئ” إلى عراقة الدولة المغربية التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين.

وفي هذا الصدد، عدّ الكاتب والباحث في الثقافة الأمازيغية والناشط الحقوقي، أحمد عصيد، أن ما وقع عبارة عن “سوء أدب”، مشيرا إلى أن هذا الأمر “محسوم فيه بالخطب الملكية التي تتحدث عن عراقة آلاف السنين، إضافة إلى أن الدستور المغربي ينص على أن الأمازيغية هوية للمغرب، والأمازيغية لم تبدأ منذ 12 قرنا”.

وعزّز عصيد موقفه، في تصريح لمصدر مطلع، بالقول: “أصبح لدينا الآن أقدم جمجمة لإنسان عاقل في العالم تعود إلى 315 ألف سنة، ولدينا آثار لحضارات ترجع إلى أقدم العصور، هذا الجهل وحده الذي يمكن أن يجعل إنسانا مغربيا يقول إن تاريخ المغرب محصور في 12 قرنا”، متسائلا في الوقت ذاته: “هل يوجد مواطن واحد في العالم يفتخر بأن تاريخ بلده قصير يعود إلى 1200 سنة؟”.

وأضاف الباحث الأمازيغي نفسه أن جميع مواطني العالم يفتخرون بعراقة تاريخ بلدانهم التي تمتد لآلاف السنين، وأنه عندما تُحدث مواطنا مصريا يقول لك “مصر أم الدنيا”، ويتحدث عن سبعة أو خمسة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية القديمة، وحينما تُحدث التونسي يغوص لك في “حضارة قرطاج العظيمة”، والقائد حنبال الذي انتصر على الرومان”.

وشدّد عصيد على أن المغربي “تجده يعتمد فقط 12 قرنا”، لأن الإديولوجية العربية في المغرب، في نظره، “زوّرت تاريخ المغرب وحرفته، وجعلته يبدأ بمجيئ شخص عربي اسمه إدريس ابن عبد الله”، مردفا: “هل يوجد تاريخ بلد في العالم يبدأ تاريخه من مجيئ شخص من بلد آخر؟”.

واسترسل المتحدث ذاته قائلا: “هذا نوع من الغباء وأؤاخد على وزارة التربية الوطنية عدم تدقيقها هذا الأمر في المقررات الدراسية لإبراز الحضارة المغربية منذ أقدم العصور”، لافتا إلى أن هناك في الواقع تعديلات وقعت أخيرا، منها “إدراج الممالك الأمازيغية التي تعود إلى أزيد من ألفي عام في المقررات الدراسية، إلى جانب أقدم إنسان عاقل”.

وأكد عصيد، في تصريحه للجريدة، أن “الأجيال المغربية القادمة ستكون أكثر وعيا بالعراقة التاريخية للمغرب من الأجيال الحالية”.

من جانبهم، يرى العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن أمين العوني “يتطفل” على مجال التاريخ، ويحاول “تمرير” مغالطات عبر حساباته التي يتابعها الملايين من الأشخاص، ناهيك عن “الزلات” التي يسقط فيها؛ آخرها ترديده النشيد الوطني المغربي بطريقة خاطئة.

وفي هذا السياق، كتب الصحفي محمد الراجي عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك: “هذا ‘المؤثر’ مطلوبٌ منه أمْران في المباراة المقبلة للمنتخب الوطني. أولا: أن يرتدي قميصا يحمل رقم “30 قرنا”، إنصافا لتاريخ بلده العريق. ثانيا: أن يُراجع النشيد الوطني حتى لا يردد مرة أخرى “هبّ فتاه… هبّ نداه…”.

وكتبت ناشطة أخرى: “الملك محمد السادس قال إن المغرب دولة عريقة يمتد تاريخها لأكثر من 12 قرنا (سطر على ديك أكثر مزيان) فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل (وسطر أيضا على ديك الطويل)، مثقف درجة ثانية بانت لك غير ديك 12 دون البحث في تاريخ بلادك”.

وجاء في أحد التعليقات: “هذا الصنف من البشر الذين حجموا تاريخ المغرب في 12 قرنا فقط، وبتروا عمدا تاريخ المماليك المغربية المورية التي يمتد جذورها إلى أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، هؤلاء تلزمهم محاكمة”.

وعلق شخص آخر على ما نشره أمين العوني: “على ( أمين العَوني) صاحب الصورة أن يقرأ هذا الكتاب (ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين) لمحمد شفيق، إن أَرادَ ان يَعرف التاريخ الحقيقي للبلد والذي يختصره البعض في 12 قرناً، الأمازيغ يَعملون في صمت…مافيهومش الهضرة بزاف ومافيهومش العياقة، 33 قرناً من تاريخ الأمازيغ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button