إسبانيا: بيع اختبار للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا ودعوة إلى تعزيز الوقاية الصحية في المغرب

بشرى عطوشي 

شرعت الصيدليات في إسبانيا، منذ بداية شهر يونيو الجاري، في تسويق اختبار طبي جديد يهدف إلى الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، وهو السرطان الأكثر شيوعًا بين الرجال بعد سن الخمسين، في خطوة تُعد سابقة في مجال الطب الوقائي على مستوى أوروبا.

الاختبار الذي يحمل اسم “Testeavida” يعتمد على وخزة بسيطة في الإصبع، ويُتيح في ظرف وجيز لا يتجاوز 15 دقيقة قياس مستوى مستضد البروستاتا النوعي (PSA) في الدم، مما يساعد في الكشف المبكر عن احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا أو أمراض أخرى مرتبطة بها.

ويؤكد الخبراء أن دقة نتائج هذا الاختبار تصل إلى 99.1 في المائة، مما يجعله أداة فعالة للكشف الأولي، مع التأكيد على أنه لا يُغني عن الفحص الطبي المتخصص في حال تسجيل مستوى مرتفع من PSA، إذ إن هذا الارتفاع قد يكون ناتجًا أيضًا عن التهابات أو تضخم حميد في البروستاتا.

وتوصي الهيئات الصحية الإسبانية باستخدام هذا النوع من الاختبارات الوقائية لفائدة الرجال فوق سن 50 عامًا، أو ابتداء من سن الأربعين بالنسبة لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض، بهدف تسريع فرص التشخيص والتكفل العلاجي في مراحل مبكرة.

وفي المغرب، لا تزال أغلب حالات سرطان البروستاتا تُكتشف في مراحل متأخرة، مما يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية اعتماد مثل هذا الاختبار في الصيدليات الوطنية، في إطار سياسة صحية قائمة على الوقاية والتقليص من الضغط المتزايد على المؤسسات الاستشفائية العمومية.

ويأمل مهنيون في القطاع الصحي أن تساهم مثل هذه المبادرات في توسيع دائرة الوعي بأهمية الفحص المبكر، وتشجيع الرجال على المبادرة للكشف دون انتظار ظهور أعراض متقدمة، خصوصًا أن العديد من حالات الإصابة بسرطان البروستاتا تمر في بدايتها دون أعراض واضحة.

وتبقى خطوة إسبانيا مثالًا يُحتذى به في إدماج الوقاية في الحياة اليومية للمواطنين، ما يدعو إلى تفكير مغربي جاد في تكييف هذه التجربة مع السياق المحلي، بما يخدم صحة المواطنين ويعزز الثقافة الطبية الوقائية في البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى