إسبانيا تقبل على السوق البرتغالية..الطماطم المغربية لم تعد مفضلة الإسبان

 

بشرى عطوشي

يعرف الإقبال على الطماطم المغربية من قبل الإسبان عزوفا في الآونة الأخيرة، وانخفضت نسبة استيراد الطماطم المغربية من قبل إسبانيا بنسبة 37 في المائة في الأشهر الأخيرة، حيث توجه الطلب الإسباني للطماطم البرتغالية التي حظيت بالقبول لدى الإسبان.

هذا التراجع يعزوه المتتبعون لهذا الشأن إلى أن ميل الإسبان للطماطم البرتغالية وتفضيلها على المغربية، يرجع بالأساس لأن البرتغالية تحظى بمعايير جودة مميزة على تلك المغربية، بالإضافة إلى ان البرتغاليون يلتزمون بالتسليم في الوقت المحدد.

هذا بلالإضافة إلى أن الطماطم البرتغالية أقل سعرا من تلك المغربية، وأحسن جودة، وهو الأمر الذي دفع الإسبان إلى تغيير الوجهة للبرتغال.

وحسب الأرقام والمعطيات المتوفرة، فالمغرب تمكن في النصف الأول من عام 2024، في الاحتفاظ بمكانته كأكبر مورد للطماطم إلى إسبانيا، حيث مثلت واردات إسبانيا من المغرب 50.86% من إجمالي الواردات. لكن هذه الكمية انخفضت بنسبة 37.7% مقارنة بنفس الفترة من عام 2022، حيث تراجعت من 48.09 مليون كيلوغرام إلى 29.97 مليون كيلوغرام.

وفقاً لتقرير “Hortoinfo”، تأثرت الكمية الإجمالية للطماطم المستوردة إلى إسبانيا بشكل ملحوظ، حيث انخفضت بنسبة 15.4% خلال النصف الأول من السنوات الثلاث الماضية. ولم يكن التراجع في الكمية فقط، بل شهدت القيمة الإجمالية للواردات أيضاً انخفاضاً من 88.06 مليون يورو إلى 80.01 مليون يورو، بسبب الزيادة في متوسط سعر الكيلوغرام من 1.26 يورو إلى 1.36 يورو.

وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط سعر بيع الكيلوغرام من الطماطم المغربية في السوق الإسبانية من 1.24 يورو إلى 1.41 يورو، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض الانخفاض الكبير في الكميات المصدرة. العائدات الإجمالية للمغرب من تصدير الطماطم تراجعت من 59.84 مليون يورو إلى 42.39 مليون يورو.

ويبقى مستقبل صادرات المغرب رهين بتوفير الجودة والسعر المناسب، والالتزام بالوعود المقدمة في هذا المجال. بالمفابل وفي الوقت الذي يركز في المنتجون على السوق الأجنبية ينسى أغلبهم أن السوق المغربية تعاني بدورها من غياب الجودة وارتفاع الأسعار، وضعف العرض مقابل الطلب.

إن غياب الاستجابة للتحديات المحليو والتحديات الخارجية تضيع على المنتجين والمصدرين العديد من الفرص، التي من شأنها تلبية احتياجات السوق المحلية والأجنبية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى