ابن كيران يتحدث عن زمن المجد… وصمت مريب أمام تحديات الحاضر

نجوى القاسمي

في مشهد يعيد إلى الأذهان نفس النغمة الباكية التي باتت تلازم  أحزاب المعارضة  هذه الأيام، انضم حزب العدالة والتنمية بدوره للبكاء على الأطلال، بعد أن اختار أمينه العام عبد الإله ابن كيران أن يسترجع لحظات المجد الماضية بدل أن يتحدث عن واقع حزبه اليوم، أو يقدم أجوبة حقيقية لتراجع تأثيره في الساحة السياسية.

خلال المؤتمر الجهوي السابع للحزب بجهة سوس ماسة، الذي انعقد مساء السبت بأكادير، بدا ابن كيران وكأنه يُحيي ذكرى زمن ولى، حيث توقف مطوّلا عند مشهد حضوره السابق سنة 2015 في الدشيرة الجهادية، مسترجعا الأيام التي كان فيها الحزب في أوج شعبيته.

وربط الرجل بين حضور فرقة أحواش في افتتاح المؤتمر الحالي وبين نفس الفرقة التي استقبلته في حملته الانتخابية آنذاك، عندما كان حزب العدالة والتنمية يتقدم بخطى واثقة نحو الفوز في استحقاقات تشريعية شكلت ذروة حضوره السياسي.

لكن المثير أن ابن كيران، بدل أن يغتنم الفرصة للحديث عن واقع الحزب اليوم، وعن موقعه المتراجع وعن مآلات العمل السياسي بعد سنوات من الحكم، اختار أن يسبح في ذكريات “الزمن الجميل”، شأنه في ذلك شأن أحزاب معارضة أخرى، مثل حزب التقدم والاشتراكية وحزب الحركة الشعبية، التي لم تعد تمتلك سوى ذاكرة الماضي كوقود لخطاباتها الحالية.

هكذا يبدو أن بعض الأحزاب المعارضة اختارت طريقا سهلا  الحديث عن الماضي بدل مواجهة تحديات الحاضر. فهل تكون هذه الخطابات العاطفية كافية لإقناع المواطن؟ أم أن الشارع المغربي بات يبحث عن من يعيد إليه ثقته من خلال الفعل وليس الحنين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى