أساتذة المستقبل يحتجون على اقتطاعات غير مبررة من منحهم الدراسية

طلبة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط يحتجون على اقتطاعات غير مبررة من منحهم الدراسية: مستقبل الأساتذة بين التهميش والمطالبة بالحقوق"

الرباط – “إعلام تيفي”
في ظل أزمة مالية غير مسبوقة، وجد طلبة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع الرباط أنفسهم أمام واقع مرير، حيث تم اقتطاع مبلغ 280 درهما من المنحة الشهرية لكل طالب، دون أي مبرر قانوني أو إيضاح رسمي. هذه الاقتطاعات، التي جاءت في وقت يعاني فيه الطلبة من تأخر صرف المنح لأكثر من شهرين، أثارت موجة غضب عارمة بين صفوف الطلبة المتدربين، الذين يعتمدون على هذه المنح لتغطية نفقاتهم الدراسية والمعيشية.

ووفقًا لشهادات الطلبة، فإنهم تلقوا نهاية شهر يناير الماضي مبلغًا قدره 2520.08 درهم عن شهري نوفمبر وديسمبر 2023، أي ما يعادل 1260 درهما فقط عن كل شهر، في حين أن المبلغ القانوني المقرر لكل طالب هو 1400 درهم شهريًا. كما لم يتسلم الطلبة بعد منحة شهر يناير 2024، مما زاد من حدة الأزمة المالية التي يعيشونها.

وأكد الطلبة أن المنحة الشهرية كان من المفترض أن تصرف بشكل منتظم، إلا أنهم واجهوا تأخيرات متكررة دون أي توضيح رسمي من إدارة المركز. وقد أدى هذا التأخير إلى تفاقم الأوضاع المادية للطلبة، الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه المنح لتغطية نفقاتهم الدراسية والمعيشية خلال فترة التكوين.

وتنص المادة الثالثة والعشرين من المرسوم الصادر عن مديرية التشريع والدراسات على أن الطلبة المسجلين في سلك تأهيل أطر التدريس وسلك تكوين المختصين التربويين والاجتماعيين والإداريين، يتقاضون منحة شهرية قدرها 1400 درهم شهريًا، ابتداءً من تاريخ التحاقهم بالمركز وطيلة مدة التكوين. إلا أن الطلبة في فرع الرباط وجدوا أنفسهم أمام انتهاك صريح لهذا النص القانوني.

من جهة أخرى، طالب الطلبة بتوضيح فوري من الجهات المسؤولة حول أسباب التأخير في صرف المنح والاقتطاعات غير القانونية، مؤكدين أنهم سيستمرون في الدفاع عن حقوقهم إذا لم يتم تصحيح الوضع. وقال أحد الطلبة: “إذا كان الأمر مجرد خلل تقني أو إداري، فيجب معالجته على الفور، أما إذا كان متعمدًا، فسنفتح القضية للمساءلة القانونية”.

مستقبل الأساتذة بين التهميش والمطالبة بالحقوق

تأتي هذه الأزمة في وقت يمر فيه قطاع التعليم في المغرب بتحولات كبيرة، حيث يُنتظر من هؤلاء الطلبة المتدربين أن يكونوا عماد المستقبل التعليمي للبلاد. ومع ذلك، فإن تعامل الجهات المسؤولة مع مطالبهم يطرح تساؤلات حول مدى جدية الدولة في تحسين أوضاع الأساتذة المستقبليين، الذين يُفترض أن يكونوا في صلب أي إصلاح تعليمي.

وفي ظل غياب التوضيحات الرسمية، يبدو أن أزمة منح طلبة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط ستستمر، مما يزيد من توتر الأجواء داخل المركز. ويبقى على الجهات المسؤولة التدخل العاجل لإنصاف الطلبة وضمان توفير الظروف المناسبة لهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية دون عوائق مالية.

هل ستكون هذه الأزمة نقطة تحول في تعامل الدولة مع مطالب الطلبة الأساتذة المستقبليين؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة في سلسلة التهميش التي يعاني منها قطاع التعليم؟ يبدو أن الإجابة ستكون بين يدي الجهات المسؤولة، التي يُنتظر منها اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة ثقة الطلبة وضمان مستقبل تعليمي أفضل للأجيال القادمة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى