استغلال قافلة طبية لإغراء النساء يجر حزب الاستقلال إلى موجة غضب في تزنيت

فاطمة الزهراء ايت ناصر

تعيش مدينة تزنيت على وقع جدل واسع، عقب تداول رسائل صوتية عبر تطبيق “واتساب”، وجهتها إحدى العضوات في جماعة تزنيت إلى نساء بالمنطقة، تخبرهن بوجود حملة طبية تشمل عدداً من التخصصات، مع شرط الإدلاء بنسخة من البطاقة الوطنية والحضور إلى أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاستقلال.

هذا الشرط أثار انتقادات قوية، بعدما اعتبرته فعاليات حقوقية ومتابعون للشأن المحلي استغلالاً سياسياً لمعاناة الفئات الهشة، خاصة النساء، وتحويل المبادرة الصحية إلى أداة للتعبئة الحزبية وضمان الحضور المكثف لأشغال المؤتمر.

الحملة الطبية، التي يفترض أن تكون عملاً إنسانياً يستهدف التخفيف من معاناة المواطنين في ظل ضعف الخدمات الصحية، تحولت في نظر المنتقدين إلى وسيلة لربط الاستفادة من العلاج بالمشاركة في نشاط سياسي، ما يسيء إلى صورة الممارسة الحزبية ويعمق أزمة الثقة بين المواطن والأحزاب.

السخط الشعبي لم يقتصر على حزب الاستقلال فقط، بل انسحب على المشهد الحزبي ككل، حيث عبر مواطنون عن استيائهم من استمرار توظيف المبادرات الاجتماعية والخدماتية لتحقيق أهداف سياسية، في وقت ينتظر فيه المغاربة من الأحزاب تقديم برامج عملية وحلول ملموسة بدل الاعتماد على أساليب ظرفية تثير الشبهات.

ويرى متتبعون أن هذه الواقعة تكشف عن مأزق سياسي وأخلاقي تعيشه التنظيمات الحزبية، داعين إلى الفصل بين المبادرات ذات الطابع الإنساني والخدماتي وبين الأنشطة السياسية، بما يحفظ كرامة المواطن وحقه في العلاج بعيداً عن أي استغلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى