اكتشاف أحافير بحرية قديمة يعيد رسم ملامح التجارة الرومانية بالصويرة

إعلام تيفي
في اكتشاف أثري جديد يعيد تسليط الضوء على الأهمية التجارية والثقافية لجزيرة موغادور قرب مدينة الصويرة، توصل باحثون إلى أحافير بحرية تعود لملايين السنين، عُثر عليها داخل طبقات أثرية رومانية، ما يشير إلى حركة تبادل غير معتادة في تلك الحقبة.
ونشرت مجلة The Journal of Island and Coastal Archaeology الأمريكية، المتخصصة في علم الآثار الساحلي، في عددها الصادر اليوم 6 يونيو 2025، مقالًا علميًا يوثق هذا الاكتشاف النادر، والذي وُصف بأنه دليل ملموس على تداول المواد البحرية في ظل التجارة القديمة بشمال إفريقيا.
وبحسب المجلة، فإن الأحافير من نوع Lamellaerhynchia rostriformis، وهي كائنات بحرية تعود إلى العصر الطباشيري، لم تتشكل في جزيرة موغادور، التي لا يتجاوز عمر تكوينها الجيولوجي مليوني سنة، ما يرجح أن مصدرها يبعد بحوالي 50 كيلومترا جنوب شرق الجزيرة، في مناطق تحتوي على صخور تعود إلى 132-129 مليون سنة.
وتعزز هذه النظرية بوجود أربع عينات مماثلة عُثر عليها في ستينيات القرن الماضي داخل أمفورة رومانية، ما يعكس احتمال جلبها إلى الجزيرة عبر طرق التجارة الرومانية من مناطق بعيدة.
وحسب التقرير تُوضح الخريطة الجيولوجية العامة للأطلس الكبير الغربي، والمستندة إلى أعمال الهيئة الجيولوجية المغربية، بروز طبقات العصر الطباشيري في المنطقة.
وتتكون الغالبية العظمى من هذه الطبقات، التي تبرز شرق مدينة الصويرة ضمن حزام يبلغ عرضه حوالي 20 كيلومترًا، من ترسبات تعود إلى أوائل العصر الطباشيري. وتظهر طبقات من هذا العصر مباشرة جنوب مدينة الصويرة.
ويُرجح أن المقطع الزمني الهوتيريفي من هذا التسلسل الجيولوجي هو المصدر الذي وفّر أحافير البراكيوبود التي وُجدت في جزيرة موغادور، ويفترض الباحثون أن السكان قاموا بجمعها ما بين القرن الأول والثالث الميلادي، وجلبوها إلى الجزيرة.
وطرحت المجلة فرضيات عدة حول سبب وجود هذه الأحافير في الجزيرة، منها استخدامها في طقوس دينية أو لأغراض رمزية، خاصة وأن بعض الثقافات كانت تنسب للأحافير خصائص علاجية أو سحرية، كما لم تستبعد المجلة أن تكون ضمن شحنات خشب السنداراك الذي كان ذا قيمة عالية لدى الرومان.
واكد التقرير أن جزيرة موغادور لعبت دورًا تجاريًا بارزًا منذ العصور الفينيقية وحتى الحقبة الرومانية، وهو ما يفسر وجود هذه العناصر البحرية النادرة، رغم عدم امتلاكها لقيمة اقتصادية مباشرة، ضمن السياق الأثري والتاريخي للمنطقة.