الأخضر ل”إعلام تيفي”:”الرسوم الجمركية الأمريكية تفتح فرصا أمام المغرب “

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في تغريدة له على منصة “تروث سوشيال”، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى كبار المزارعين في الولايات المتحدة، قائلاً: “استعدوا لزيادة الإنتاج المحلي لبيع المزيد من المنتجات في الأسواق الأمريكية، حيث ستدخل التعريفات الجمركية حيز التنفيذ على المنتجات المستوردة ابتداءً من الثاني من أبريل”.
هذه التصريحات أثارت قلقًا كبيرًا في صفوف المهنيين في القطاع الزراعي الإسباني، خاصة منتجي ومصدري زيت الزيتون، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تعزز السياسة الجمركية الأمريكية مكانة أسواق أخرى مثل المغرب، على حساب المنتج الإسباني الذي يعتمد بشكل كبير على التصدير.
في هذا السياق، أكد الخبير في الاستراتيجيات والتواصل الفلاحي والقروي، ميلود الأخضر، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على زيت الزيتون والزيتون الإسباني، قد فتح أمام المغرب فرصة غير مسبوقة لتوسيع صادراته إلى السوق الأمريكية. هذا القرار، الذي يمس صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، جاء في وقت حساس بالنسبة للمصدرين الإسبان، الذين كانوا يعتمدون بشكل كبير على هذه السوق.
وكشف الأخضر ل”إعلام تيفي” أن هذا القرار الأمريكي الذي يستهدف منتجات أوروبية تقدر قيمتها بحوالي 7.5 مليار دولار، شمل صادرات زيت الزيتون الإسباني، الذي يعد من أهم المنتجات الزراعية التي تصدرها إسبانيا إلى الولايات المتحدة. وفي عام 2018، بلغت قيمة صادرات زيت الزيتون الإسباني نحو 405 مليون يورو. مع فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على هذا المنتج،مؤكدا أن هذا القرار سيؤدي إلى تراجع قدرة إسبانيا على منافسة دول أخرى في السوق الأمريكية، مما يفتح الباب أمام منافسين آخرين مثل المغرب، تونس، تركيا، وأستراليا.
وأكد الأخضر أن هذه التطورات توفر للمغرب فرصة استراتيجية لا ينبغي تفويتها رغم أن المغرب يعاني من تراجع في محصول الزيتون هذا العام بنسبة 26% بسبب قلة التساقطات المطرية وظاهرة التناوب، إلا أن الفرص التي تتيحها الرسوم الجمركية الأمريكية ستكون مفيدة جدًا للمصدرين المغاربة.
وأضاف أن هذا التغيير في الظروف الدولية يعزز من مكانة المغرب في السوق العالمية، خاصة في الولايات المتحدة التي تعد ثاني أكبر سوق لزيت الزيتون بعد السوق الإيطالية.
وكشف الأخضر أن المغرب بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات لتحسين حضوره في السوق الأمريكية. ففي هذا الإطار، أطلقت وكالة التنمية الفلاحية التابعة لوزارة الفلاحة المغربية دراسة حول السوق الأمريكية لزيت الزيتون بهدف تحسين الصادرات وتعزيز الحضور المغربي.
وأوضح أن الدراسة كانت مقررة أن تكتمل في فترة خمسة أشهر، لكن لم يتم الإعلان عن نتائجها حتى الآن. مؤكدا أنها ستكون أساسية لمساعدة المنتجين المغاربة في تحسين استراتيجياتهم التصديرية، مما سيمكنهم من النجاح في هذه السوق الواعدة.
ورغم الفرص المتاحة، أضاف الأخضر أن المغرب لا يزال يواجه بعض التحديات في تطوير قطاعه الفلاحي. مؤكدا أن تحسين جودة المنتج هو أحد أبرز التحديات التي قد تقف في طريق تنافس المغرب مع دول مثل إسبانيا وإيطاليا. ورغم التحسن الملحوظ في إنتاج الزيتون في السنوات الأخيرة، إلا أن المغرب لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهود في مجال التحويل لضمان جودة زيت الزيتون.
و أكد ميلود الأخضر أن فرض الرسوم الجمركية على زيت الزيتون الإسباني من قبل إدارة ترامب يمثل تحولًا كبيرًا في المنافسة بين المغرب وأوروبا في سوق زيت الزيتون العالمية. ورغم التحديات التي يواجهها المغرب، فقد أضحى أمامه فرصة كبيرة لتعزيز حضوره في السوق الأمريكية، مما سيسهم في تنمية القطاع الفلاحي المغربي وتعزيز اقتصاده الوطني.