الأخضر ل”إعلام تيفي”: “الأمطار الأخيرة تعيد الأمل للقطاع الفلاحي وتنعش التربة والمياه الجوفية في المملكة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
بعد سنوات من الجفاف التي أثرت سلبًا على القطاع الفلاحي في المملكة، جاءت الأمطار الأخيرة لتفتح باب الأمل أمام المزارعين والمربين، مبشرة بتحسن الوضع المائي والظروف الزراعية.
في تصريح ل”إعلام تيفي” أكد الخبير في الاستراتيجيات والتواصل الفلاحي والقروي، ميلود الأخضر، على أن هذه التساقطات ستكون لها آثار إيجابية على مخزون المياه، التربة، والمردودية الفلاحية، مما ينعش القطاع ويعزز من قدرة المملكة على مواجهة تحديات الجفاف المستقبلي.
وأشار الأخضر إلى أن الأمطار التي شهدتها المملكة في الأيام القليلة الماضية، وما زالت تتساقط حاليًا، ستترك تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على القطاع الفلاحي بشكل عام. لأنها جاءت بعد فترة طويلة من الجفاف، وهو ما سيعطي الأمل للمزارعين والمربين في العديد من المناطق.
وأكد الأخضر أن هذه الأمطار ستسهم بشكل كبير في تحسين مخزون المياه في المملكة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على موارد المياه الجوفية والسدود. مشيرا إلى أن الثلوج التي تساقطت في المناطق الجبلية تشكل مصدرًا رئيسيًا لتغذية الفرشة المائية، خاصة في مناطق الأطلس. هذه التساقطات ستنعش المياه الجوفية، مما يعد خبرًا جيدًا للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المياه في الزراعة.
وتطرق الأخضر إلى تأثير الأمطار على التربة، مؤكدا أن حوالي 30 سنتيمترًا من عمق التربة في معظم مناطق المملكة أصبح الآن رطبًا لأول مرة بعد 7 سنوات من الجفاف، مما يعتبر مؤشرًا إيجابيًا للموسم الزراعي المقبل، لأن الأمطار ستساهم في تخفيف الآثار السلبية للجفاف على التربة، وهذا من شأنه أن يساعد في تحسين الظروف الزراعية.
واعتبر الأخضر أن هذه الأمطار سيكون لها دور كبير في دعم القطيع وتعزيز الرعي، خاصة في المناطق الجبلية والهضاب التي تتميز بها المملكة. فبعد سنوات من الجفاف التي أثرت سلبًا على القطعان، ستكون هذه الأمطار بمثابة إنعاش للقطاع الحيواني، مما يساعد المربين في الحفاظ على ثرواتهم الحيوانية وزيادة إنتاجها.
وتحدث الأخضر عن تأثير هذه الأمطار على المحاصيل الزراعية، خصوصًا تلك التي تزرع في فصل الربيع مثل الحمص والفول. ورغم أن 70% من المحاصيل الشتوية قد تضررت بسبب الجفاف، إلا أن الأمطار الحالية ستساعد على تحسين الظروف الزراعية للمزروعات في المناطق الشمالية وهضبة سايس، حيث يمكن لهذه المحاصيل أن تستفيد بشكل أفضل من الأمطار.
وأشار الخبير إلى أن الأمطار ستساعد أيضًا في تعزيز نمو الأشجار المثمرة، مثل التفاح والزيتون، خاصة أن هذه الفترة تواكب موسم الإزهار، الذي يعد مرحلة حاسمة في نمو هذه الأشجار، وبالتالي ستعزز إنتاجية القطاع الفلاحي في المملكة.
وختامًا، أكد الأخضر أن هناك تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على الفلاحين الذين عانوا من الضغوطات الناتجة عن الجفاف. هذه الأمطار ستساهم في رفع معنوياتهم، وستساعد على إعادة تأهيل القطاع الفلاحي، وتمنحهم الأمل في موسم زراعي أفضل.