الإعلام المغربي والهجرة الأجنبية بين التناول الموسمي وإعادة إنتاج الصور النمطية

إعلام تيفي
أكدت دراسة حديثة أعدّتها الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات أن التناول الإعلامي المغربي لقضايا الهجرة الأجنبية لا يزال بعيداً عن مقاربة شاملة ومتوازنة، رغم التحولات التي عرفها المغرب منذ اعتماد الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء سنة 2014.
وكشفت الدراسة أن أغلب التغطيات الإعلامية تظل ظرفية وموسمية، تتم غالباً في سياقات أمنية أو في لحظات الأزمات، مع اعتماد واضح على نبرة إخبارية محايدة تفتقر إلى العمق التفسيري والتحليل المنهجي.
وأوضحت نتائج الدراسة أن وسائل الإعلام، سواء الورقية أو الرقمية، لا تواكب بشكل منهجي موضوع الهجرة، إذ يغيب التخصص في المعالجة، وتُركّز التغطيات أساساً على الهجرة غير النظامية بوصفها إشكالاً أمنياً أو اجتماعياً يتطلب حلولاً استعجالية.
وأشارت إلى أن الإعلام غالباً ما يستند إلى مصادر رسمية فقط، مع تغييب شبه تام لأصوات المهاجرين أنفسهم، الأمر الذي يحول دون نقل معاناتهم أو طموحاتهم بشكل مباشر إلى الرأي العام.
وكشف التحليل الإحصائي أن حضور النساء المهاجرات والفئات الهشة في التغطيات الإعلامية يبقى ضعيفاً للغاية، كما أن الصور النمطية لا تزال مهيمنة في العديد من المواد المنشورة، حيث تُربط الهجرة بالخطر أو بالتهديد، ويُستعمل خطاب التهويل بشكل ملحوظ في العناوين والمضامين، ما يكرس تصورات سلبية تجاه المهاجرين عموماً.
وسجّلت الدراسة أيضاً محدودية التغطيات التي تعتمد على التحقيق أو الروبورتاج أو التحليل المعمق، في مقابل هيمنة الأخبار القصيرة التي تفتقر للسياق.
وأكد فريق الدراسة أن الإعلام المغربي بحاجة إلى مراجعة شاملة في طريقة معالجته للهجرة، عبر إرساء معايير مهنية وأخلاقية أكثر احتراماً لتعددية المجتمع وحقوق الإنسان.
ودعا إلى تكوين الصحافيين في قضايا الهجرة، وتمكينهم من أدوات تحليل الخطاب وصياغة محتوى متوازن لا يعيد إنتاج التمييز أو الوصم.
وأوضحت أن إصلاح التغطية الإعلامية لا يتطلب فقط تغيير زاوية المعالجة، بل يستدعي أيضاً إشراك المهاجرين أنفسهم في صناعة الخطاب الإعلامي، وضمان حضورهم كفاعلين ومصادر للخبر وليس فقط كمواضيع يتم الحديث عنهم من الخارج.