الإنجازات المعلنة لحزب الأحرار.. صور بلا محتوى

نجوى القاسمي

في النسخة الرابعة من جولات “مسار الإنجازات”، خرج   حزب التجمع الوطني للأحرار مرة أخرى ليؤكد على تمجيد الذات والترويج لما يعتبره “نجاحات حكومية”، دون تقديم حصيلة فعلية تقنع الشارع المغربي بجدوى السياسات المنتهجة منذ تولي الحزب قيادة الحكومة.

لحسن السعدي، كاتب الدولة وعضو المكتب السياسي للحزب، لم يتوان في خطابه أمام آلاف الحضور في أكادير عن الإشادة بمكانة الشباب داخل الحزب، وعن كون حزب الأحرار لا يستعملهم كأدرع وكتائب إلكترونية.

لكنه، في المقابل، لم يوضح ما هي المساهمات الملموسة التي قدمها هؤلاء الشباب داخل المجالس الجماعية أو الترابية التي يترأسونها.

أي أثر حقيقي تركه هؤلاء الشباب في حياة المواطنين اليومية؟ وأي مشاريع تمخضت عن هذه المشاركة الشبابية التي يروج لها الحزب؟

وإذا كانت القيادة الحزبية تعتبر رئيسها عزيز أخنوش “نموذجا ملهما” كما جاء في خطاب السعدي، فهنا تطرح أسئلة ما هو النموذج الذي يجسده رئيس حكومة لم ينجح، بعد اربع من عمر الولاية، في التخفيف من أزمة البطالة، أو احتواء موجات الغلاء التي أثقلت كاهل المواطنين؟ هل الإلهام السياسي يقاس بامتلاك الثروة والشبكات الاقتصادية، أم بمدى قدرة القائد على جعل السياسة أداة للعدالة الاجتماعية؟

الحزب، عوض تقديم معطيات واقعية وأرقام دقيقة حول ما تحقق، اختار أسلوب الدفاع والهجوم على منتقديه، كما فعل السعدي حين سخر من تصريحات هشام المهاجري، القيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة، دون أن يكلف نفسه عناء الرد بالمضمون أو التفنيد بالحجة. اللجوء إلى هذا الأسلوب الشعبوي قد يثير الحماسة داخل القاعة، لكنه لا يقنع مواطنا أنهكه انتظار الإصلاحات الفعلية.

والمفارقة أن شعار مسار الإنجازات نفسه أصبح مثار سخرية في أوساط كثيرة، خاصة حين يتحدث مسؤولو الحزب عن “الاشتغال بجدية حتى آخر دقيقة” بينما تغيب الإجراءات العاجلة أمام الأزمات المتلاحقة، من التعليم والصحة إلى الحماية الاجتماعية وفشل البرامج الخاصة بالشباب والمقاولة.

ان تكرار الخطاب الإيجابي دون ربطه بنتائج واقعية يعمق فجوة الثقة بين المواطنين والمؤسسات. فليس المهم أن يشعر مسؤولو الحزب بالفخر، بل أن يشعر المواطن البسيط أن هناك فرقا ملموسا في واقعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى