الاستثمارات العربية في أوروبا.. كرة القدم بوابة جديدة للقوة الناعمة

إعلام تيفي
شهدت كرة القدم الأوروبية خلال العقدين الماضيين تحولا جذريا على مستوى الملكية والتمويل، مع تزايد ملحوظ للاستثمارات العربية التي تجاوزت حدود الرعاية التجارية التقليدية إلى الاستحواذ المباشر على أندية كبرى. هذا التوجه لم يقتصر على الأبعاد الرياضية فحسب، بل أصبح أداة استراتيجية للقوة الناعمة والنفوذ الدبلوماسي للدول العربية في الساحة الدولية.
وفق تقرير نشرته صحيفة “الشرق” تحت عنوان «ماليا ورياضيا.. كيف غيرت الاستثمارات العربية وجه الكرة الأوروبية؟»، فإن هذه الاستثمارات تطورت من مجرد دعم مالي محدود إلى استحواذات عميقة ومؤثرة في إدارة الأندية. من أبرز الأمثلة التي أبرزها التقرير: نادي مانشستر سيتي المدعوم من أبوظبي، باريس سان جيرمان الممول قطريا، نيوكاسل يونايتد الذي يملك جزءا منه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وأستون فيلا المملوك جزئيا لرجل الأعمال المصري ناصف ساويرس.
يشرح التقرير كيف أن دخول هذه الكيانات الاستثمارية العربية، بدايةً من استحواذ “مجموعة أبوظبي المتحدة” على مانشستر سيتي في 2008، و”قطر للاستثمارات الرياضية” على باريس سان جيرمان في 2011، ثم صندوق الاستثمارات العامة السعودي عبر نيوكاسل في 2021، وأيضا استثمار ناصف ساويرس في أستون فيلا في 2018، أدى إلى تحول شامل في أداء الأندية، إذ تحولت من فرق متذبذبة النتائج إلى أندية تحقق ألقاباً محلية وقارية، وتجذب أبرز النجوم والمدربين، بفضل استثمارات ضخمة في اللاعبين والبنية التحتية.
غير أن هذا المسار لم يخلو من تحديات، حيث واجهت هذه الاستثمارات انتقادات واتهامات بتلقي دعم حكومي غير عادل، مما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى وضع قيود على ملكية عدة أندية من قبل نفس الجهة، وتقييد صفقات الرعاية لضمان الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف.
لكن الأثر الحقيقي لهذه الاستثمارات يتجاوز الأداء الرياضي، إذ أسهمت في رفع القيمة السوقية للأندية، وزيادة الإيرادات إلى مستويات قياسية، وتحويل الأندية إلى علامات تجارية عالمية، مع تطوير ملاعبها ومرافقها، وتعزيز تفاعل الجماهير.
الأهم من ذلك أن هذه الاستثمارات أصبحت أداة لتعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي للدول العربية على الساحة الدولية، حيث ساهمت في بناء صورة إيجابية من خلال القوة الناعمة، وعززت المشاريع الوطنية مثل “رؤية السعودية 2030” واستضافة الفعاليات الكبرى، ما يجعلها جزءا محوريا من استراتيجيات النفوذ العالمية.