الانتهازية في حزب الاصالة والمعاصرة

 

يونس لقطارني

 

رجاء أيها القياديون الاحرار، أنقدوا الحزب من الانتهازيين، بوصفة سحرية للتخلص من الانتهازية والمصالح الشخصية وسط المؤسسة الحزبية حتى نصنفهم حسب ميولاتهم الشخصية فنميز بين الشخص الطموح والشخص الوصولي، وبين المناضل والانتهازي، بين “المتمسكن حتى يتمكن” وبين المتهافت، الخ.

 

الانتهازية مرض خطير يساهم في أفول الظاهرة التي يتغلغل فيها، بالتالي فهي العامل الأبرز المتوجب خشيته أيّاً كانت الأشكال التي تبدو فيها الظاهرة، سواء كانت مؤسسة وظيفية أو حكومة أو قيادة أو حزباً. الانتهازية تتناقض مع الجوانب الأخلاقية والقِيم والمبادئ، وترتبط بالنفاق والمهادنة والشعور غير الحقيقي في ذهنية الشخص الانتهازي. ومع انحسار القيم والمبادئ بدأ اتساع هذه الظاهرة التي أصبح الإنسان يواجهها كثيراً في حياته. الانتهازية كانت منذ فجر التاريخ، وبروزها جاء مع تقسيم العمل. ووفقاً لتعريفها في الموسوعة الحرة فإنها، السياسة والممارسة الواعية للاستفادة الأنانية من الظروف، مع الاهتمام الضئيل بالمبادئ أو العواقب التي ستعود على الآخرين كما هو حال حزب الاصالة والمعاصرة إن أفعال الشخص الانتهازي هي أفعال نفعية، تحركها بشكل أساسي دوافع المصلحة الشخصية واشباح بشرية كما ينطبق على بعض القادة السياسيين والبرلمانيين التي أتت بهم ريح الانتخابات التشريعية بدون سوابق انذارية حتى اصبحوا بين عشية وضحاها اصحاب قرار وسلطة انتهازية، انانية فى تراكم الثروات الخيالية واراضي فلاحية، ومحطات وقود قوية، ولا احد يسأل من اين لك هذا ايها الانتهازي، الذي استفاد من مصالحه الشخصية على حساب تزكيات حزبية ،للوصول الى السلطة التنفيذية بدون قرارات شرعية فى غياب تام ،لدور المؤسسة الحزبية .

 

الانتهازيون، فى حزب الاصالة والمعاصرة لا يواجهون، بل يطعنون في الظهر في الوقت الذي يبتسمون فيه لك. الانتهازيون يمارسون التضليل للآخرين لكنهم في النهاية ينكشفون بعد أن يتم دفع الثمن غالياً، فمثلما يقول المثل: ‘قد يتم خداع كل الناس، بعض الوقت، وقد يتم خداع جزءٍ منهم طيلة الوقت، لكن من المستحيل أن يتم خداع كل الناس، كل الوقت”. الانتهازية ليست وجهة نظر، انها خداع ونفاق ورياء. لعل حزب الاصالة والمعاصرة هو من أبرز الاحزاب السياسية التي تتجلى فيها الانتهازية والمصالح الشخصية والانانية وتهميش وطرد المناضلين بدون مبررات ادارية ولا تعويضات مالية ولا حقوقهم الانسانية والاجتماعية.

 

إن الذي ساعد على الانتهازية السياسية في هذا الحزب هو مجموعة من العوامل:

 

 عجزها عن إيجاد آليات عمل وأطر وبرامج سياسية تقنع المواطن بأنها يمكن أن تكون بديلاً ديمقراطياً.

 

عدم امتلاكها برنامج ديمقراطي واضح ومحدد، عجزها عن وضع استراتيجية واضحة للتغيير الديمقراطي.

 

عدم وضوح الخط السياسي للحزب، فهو ينقلب بين عشيةٍ وضحاها إلى الموقف النقيض، ومن العوامل أيضاً العجز القيادي أو الانحراف النظري الأيديولوجي لبعض القيادات فمواقف الحزب والصراعات الداخلية، لا يلبي المصالح الشعبية التي تدعوا الى اصلاحات اقتصادية، سياسية وثقافية، والى الديمقراطية وتكريس المجهودات الحزبية في تحقيق المساواة الاجتماعية. لذا فمن الطبيعي والحالة هذه أن تندثر مثل هذه الأحزاب وألا تمثل شيئاً ذا قيمة في مجرى التاريخ.

 

مثل هذه الأحزاب تكون عقبةً أمام تطور شعوبها ولحاقها بالمجرى الحضاري والإنساني، وتقف أمام تقدم شعوبها بالمعنى التكنولوجي. مثل هذه الأحزاب لا تكون ولا تشكل أكثر من ورقة في مهب الرياح جاءت بها الانتخابات التشريعية لمحاربة العدالة والتنمية، فتخلت عن مواقفها الشخصية والايدولوجية في بناء الديمقراطية، فهل هذه الأحزاب قادرة على إيجاد المتغيرات  في حياة شعب يعاني من  الامية والفقر والبطالة وغياب الحقوق الاجتماعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى