التنوع الثقافي للمغرب يعزز قوته بين الحضارات
خديجة بنيس: صحافية متدربة
أثارت تهديدات شابين مغربيين ضد المفكرين عبد الخالق كلاب وأحمد عصيد على مواقع التواصل الاجتماعي موجة استياء واسعة، هذه التصرفات تثير القلق لأنها لا تعكس صورة المغاربة المتعايشين مع التنوع الذي يميز المغرب والحضارة المغربية على مر العصور، و المتشبثين والمدافعين عن هويتهم الثقافية.
في هذا السياق، عبر عبد الهادي زيدان، الباحث في التاريخ والتراث المغربي، عن استنكاره لمثل هذه الدعوات، مؤكداً أن العلم هو السبيل الوحيد لمواجهة الاختلافات وليس العنف. وقال زيدان إن وحدة وتنوع المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، تمثل قوة تدفع البلاد نحو المزيد من التقدم والازدهار.
وأكد زيدان أن الدستور المغربي يعكس تنوع المجتمع المغربي الذي يتكون من العناصر الأمازيغية والعربية والأندلسية واليهودية، ويعزز هذا التنوع من قوة النسيج الاجتماعي المغربي.
وأضاف أنه يجب وضع حد لهذه الدعوات التي تسعى لضرب كل من يسعى لإثبات الحقيقة العلمية. وتابع “تنوع بلادنا هو نقطة قوتها، لأنه يعكس غنى وثراء ثقافي يجمع مختلف الأطياف.”
وفي معرض حديثه لموقع “إعلام تيفي”، أوضح زيدان أن الاعتقاد بأن تنوع المغرب هو مصدر ضعف هو خطأ جسيم، مبرزاً أن الملكية المغربية هي الضامن لوحدة الوطن وقوته الترابية واللغوية.
وأكد المتحدث أن المغرب قد قطع شوطاً كبيراً في تعزيز الديمقراطية الداخلية مقارنة ببعض الدول الأخرى، وأن هذه الدعوات تهدد حق الاختلاف الذي طالما ميز المجتمع المغربي عبر تاريخه.
وذكر زيدان أن هناك تيارات ظهرت مؤخراً تحاول إعادة قراءة تاريخ المغرب العريق، الذي شهد تعاقب حضارات متعددة مما أعطى ثقافة المغرب الحالية غنى وثراء.
وأبرز أهمية الاكتشافات الأيكولوجية الجديدة التي تؤكد على دور المغرب كمهد لأقدم إنسان على وجه الأرض، وأول من استخدم القماش منذ حوالي 300,000 سنة قبل الميلاد.
وأكد زيدان على أن إعادة قراءة التاريخ بشكل إيجابي تساهم في تحقيق التنمية والنهضة المجتمعية، مشيراً إلى أهمية التصالح مع التراث والثقافة المحلية. وأشار إلى أن النهضة الأوروبية كانت أيضاً نتيجة التصالح مع الذات وما هو محلي من ثقافة ولغة وفن.
في الختام، شدد زيدان على أن البحث والتنقيب في تاريخ المغرب يمثلان نقطة قوة للبلاد على الصعيد العالمي، وتساهم هذه الأبحاث في تسليط الضوء على التفاعل العميق بين الحضارات المختلفة التي أثرت في تاريخ المغرب، مثل الحضارات الأمازيغية والعربية والأندلسية ، مما يعزز من الفهم العالمي لتراثه الفريد.
وأضاف أن المغرب يفتخر بتسجيل عدد كبير من معالم التراث المتنوع لدى منظمة اليونيسكو، بما في ذلك مواقع تاريخية وثقافية تعكس التعدد الحضاري الغني للمغرب.
وخلص زيدان إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على الحفاظ على التراث، بل تشمل أيضاً العمل على تعزيز الوعي العالمي حول أهمية هذا التراث، مما يعزز من مكانة المغرب كحلقة وصل بين الثقافات والحضارات.