الجزائر حاضنة للإرهاب والبوليساريو منظمة إرهابية بامتياز

بشرى عطوشي
مخيمات تندوف المتواجدة بالجزائر العاصمة والتي تديرها جبهة البوليساريو، ليست مجرد بقعة جيوسياسية خفية، بل هي أيضًا أرض خصبة للإرهاب العابر للحدود، كما جاء في المجلة الأمريكية نصف الشهرية الرائدة في الشؤون الدولية “ذا ناشيونال إنترست” المعروفة.
واعتبرت المجلة أن المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية لم يعد مجرد قضية نزاع إقليمي، بل أصبح يرتبط ارتباطا وثيقا بشبكات إرهابية دولية قد تهدد أمن المنطقة بأكملها، إذا ما تُركت دون مراقبة.
وحذر صاحب المقال الباحث أحمد شراوي، من أن مثل هذا السيناريو لن يكون سوى وصفة لانفجار أمني كارثي في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
المثير في هذا التقرير أنه يعكس تزايدا في المواقف الدولية التي تتبنى هذا التقييم الحذر. فقد أشار كاتب المقال إلى أن دولا كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل تتقاطع رؤاها الأمنية حول هذا الملف. بل وحتى سوريا، التي كانت في وقت من الأوقات من أبرز داعمي البوليساريو، تراجعت عن دعمها وطردت عناصر الجبهة من أراضيها. وفي المقابل، تستمر الجزائر وإيران، بحسب المجلة، في توفير الغطاء السياسي والدعم اللوجستي للجبهة، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى حول الغايات النهائية لهذا الدعم، خاصة إذا ما وضع في سياق التوترات الإقليمية وتداخل الأجندات الإيديولوجية والمذهبية.
و تتوالى التحذيرات من تحوّل جبهة البوليساريو إلى منظمة إرهابية تتحالف بسهولة مع قوى الشر، وتبدأ في الانصهار أينما حلت ضمن خلايا إرهابية.
أحمد شعراوي، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى في مقال كتبه، أن جبهة البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل ستكون، على حد تعبيره، “جناحًا مسلحًا متحالفًا مع أكثر الجهات تطرفًا في المنطقة”.
هذا التحليل، الموثق بدقة، جزء من توجه متنامٍ بين المراقبين الغربيين، حول إعادة تصنيف قضية الصحراء كقضية أمن عالمي. هذه المرة، تتصدر المجلة التي نشرت مقال “نهاية التاريخ؟” الشهير لفرانسيس فوكوياما عام 1989.
ويكشف خبراء في الديبلوماسية العامة أن جبهة “البوليساريو” الانفصالية، تحولت إلى مشكلة أمنية بالنسبة لأوروبا، مطالبين بإدراجها ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية”.
وقد تم تجاهل أزمة خطيرة ولفترة طويلة في الصحراء الكبرى، وهي جبهة “البوليساريو”، التي تم تقديمها على مدى عقود من الزمن، على أنها “حركة تحررية”، ولكن تاريخها وأفعالها جعلتها تقترب من تصنيفها كـ”منظمة إرهابية”.
وسبق وتم الكشف بصحيفة “موندياريو”، الإسباني، أن الجزائر، هي الراعي الرئيسي لـ”البوليساريو”، حيث حولت هذه الأخيرة إلى “أداة في سياستها الخارجية، وقدمت لها، على مدى سنوات، الدعم العسكري والتمويل والحماية الدبلوماسية، على الرغم من الأدلة المتزايدة على ارتباطها بشبكات إرهابية في منطقة الساحل.
وكشف كاتب مقال على الصحيفة المذكورة أنه “منذ سبعينيات القرن العشرين، وجبهة البوليساريو لديها تاريخ طويل من الهجمات ضد المدنيين، وخاصة المواطنين الإسبان. وفي الفترة ما بين عامي 1973 و1986، نفذت الجماعة 289 هجوما موثقا ضد الصيادين والعمال في الصحراء. لقد تم نسيان العديد من هذه الجرائم، ولكن الندوب لا تزال باقية في ذاكرة الضحايا وأسرهم”.
كما تبت أن “البوليساريو”، تهدف عبر “الهجمات الإرهابية، إلى بت الخوف وتعريض السكان المدنيين للعنف العشوائي”، بدعم من “الجزائر التي لا تعد متفرجا محايدا في هذا الصراع. بالإضافة إلى أنها ومنذ عقود، كانت الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، تزودها بالسلاح والتمويل وتوفر لها الملاذ الآمن على أراضيها.
ويشار في الشأن نفسه أن الجيش الموريتاني كشف عن مخزون ضخم من الصواريخ كانت جبهة البوليساريو تخفيه على الأراضي الموريتانية، في محاولة لاستخدامه ضد أهداف مغربية.
الاكتشاف هذا، إلى جانب إغلاق معبر البريكة واستخدام طائرات مسيرة صينية متطورة، يعكس موقفا صلبا من نواكشوط لحماية سيادتها وتعزيز الأمن في منطقة الساحل.
وقد عثر الجيش الموريتاني على حوالي 50 صاروخا من طراز “غراد” مخبأة بعناية على أراضيه. هذه الصواريخ، التي يصل مداها إلى 40 كيلومترًا، كانت معدة من قبل البوليساريو لشن هجمات على المغرب. وسبق أن استخدمت الجبهة صواريخ مماثلة في هجمات استهدفت مدنيين في مدينة السمارة المغربية خلال أكتوبر ونوفمبر 2023، مما أثار قلقا دوليا واسعا.