الحجاج يتوافدون إلى صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج

نجوى القاسمي
بدأ حجاج بيت الله الحرام، منذ فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، التوافد إلى صعيد عرفات، في مشهد إيماني مهيب، استعدادا لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، والمتمثل في الوقوف بعرفة، والذي يُعدّ “خير يوم طلعت عليه الشمس”، حسب ما ورد في السنة النبوية الشريفة.
وكانت أفواج الحجاج قد أنهت توافدها إلى مشعر منى مساء أمس الثامن من ذي الحجة، حيث قضى عدد كبير منهم ليلتهم هناك، تمهيدًا للانطلاق في ساعات الفجر الأولى إلى عرفات، وسط استعدادات تنظيمية محكمة تضمن سهولة التنقل وانسيابية الحركة.
وبحسب الجهات المنظمة، يتم تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات عبر قطار المشاعر المقدسة، الذي يُتوقع أن ينقل نحو 350 ألف حاج، إضافة إلى 24 ألف حافلة تعمل بنظام التردد لنقل الحجاج على مسارات مُحددة، ضمن خطة تشغيلية دقيقة تضمن أعلى درجات السلامة والتنظيم.
وفي يوم عرفة، المعروف أيضا بـالوقفة الكبرى، يؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا في مسجد نمرة، قبل أن ينفروا إلى مزدلفة بعد غروب الشمس للمبيت بها، على أن يستكملوا مناسكهم في منى بأداء رمي الجمرات ونحر الهدي.
وتُقدّر مساحة مشعر عرفات بنحو 33 كيلومترا مربعا، ويتميّز بأرضه المستوية التي تُحيط بها سلاسل جبلية، أبرزها جبل الرحمة الواقع شمال المشعر. ويتكوّن هذا الجبل من أكمة صلبة سوداء اللون، ويبلغ طوله نحو 300 متر، فيما يصل محيطه إلى 640 مترًا، ويرتفع عن الأرض بنحو 65 مترا، وتعلوه علامة بارزة بارتفاع 7 أمتار.
ويُعرف جبل الرحمة بعدة أسماء منها: جبل الدعاء، جبل التوبة، جبل النابت، جبل الإل، وجبل القرين، ويُعدّ من أبرز المعالم في عرفات، حيث يحرص الحجاج على التوجه إليه للدعاء والابتهال في هذا اليوم الفضيل.
ويأتي هذا المشهد الإيماني في ظل جهود كبيرة تبذلها السلطات السعودية لتيسير أداء المناسك، وتوفير كافة سبل الراحة والأمان لضيوف الرحمن في واحدة من أعظم محطات الحج.