الداخلية تكشف عن مواجهة تحديات بيئية تعرفها النفايات الحضرية

ملاك حديود : صحافية متدربة

في رده على سؤال كتابي وجهته النائبة البرلمانية عن الفريق الحركي عزيزة بوجريدة، كشف وزير الداخلية عن تفاصيل البرنامج الوطني لتثمين النفايات المنزلية والمماثلة لها (PNVDM)، الذي يمثل نقلة نوعية في سياسة إدارة النفايات بالمملكة.

البرنامج اعتبره عبد الوافي لفتيت تحديا من التحديات البيئية المتمثلة في ارتفاع نسبة المواد العضوية (60%) والرطوبة (70%) في النفايات الحضرية، مع محدودية نسبة المواد القابلة للتدوير التي لا تتجاوز 40%، وتراجع معدل التثمين الوطني إلى 7% فقط.

وجاء في تم تصميم البرنامج بغلاف مالي ضخم يقدر بـ21.14 مليار درهم للفترة 2023-2024، سعياً للتحول من النموذج التقليدي القائم على الجمع والطمر، نحو اقتصاد دائري يعتمد على ثلاث ركائز أساسية: تقليص إنتاج النفايات عند المصدر، تعميم فرز النفايات القابلة للتدوير، وتعظيم عمليات التثمين مع حصر الطمر في النفايات المتبقية فقط.

ويسعى البرنامج لتحقيق أهداف استراتيجية بحلول عام 2034 تشمل توفير خدمات جمع النفايات بنسبة 100 في المائة في المناطق الحضرية، وإغلاق كافة المطارح العشوائية وإعادة تأهيلها، ورفع نسبة تثمين النفايات إلى 25% مما سيخفض كميات الطمر بشكل كبير.

من جانب آخر أشار وزير الداخلية إلى أن آلية التنفيذ تعتمد على حزمة متكاملة من المشاريع تشمل بناء مراكز متطورة للطمر والتثمين، وإعادة تأهيل المطارح القديمة، وتحديث أسطول آليات الجمع، مع تقديم دعم تقني مكثف للجماعات الترابية. يشمل هذا الدعم مساعدتها في إعداد دراسات الجدوى، وتصميم ملفات طلبات العروض المخصصة حسب خصوصيات كل منطقة، بالإضافة إلى برامج التحسيس وبناء القدرات المحلية. وقد خصصت الدولة لهذا البرنامج تمويلاً سنوياً ثابتاً عبر صندوق التطهير السائل والصلب (FALSEUR) بقيمة 400 مليون درهم، مع مساهمة إضافية من وزارة الداخلية تقدر بـ450 مليون درهم سنوياً.

يتجاوز البرنامج الأهداف البيئية ليرسم آفاقاً اقتصادية واعدة، حيث سيخلق فرص استثمارية واسعة للمقاولات الصغرى والمتوسطة في مجال تدوير النفايات، كما سيساهم في توليد مناصب شغل جديدة عبر سلسلة القيمة المتعلقة بجمع النفايات وفرزها ومعالجتها. نجاح هذا المشروع الوطني مرهون بتحقيق التكامل بين الجهود الحكومية والمحلية، مع ضمان استدامة التمويل وتبني التقنيات الحديثة، وتعزيز وعي المواطنين بأهمية الفرز من المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى