الدولة الاجتماعية.. أكذوبة أخنوش التي فضحها زلزال الحوز!

إعلام تيفي – الرباط
بينما يعيش آلاف المنكوبين في الحوز تحت رحمة البرد القارس والعواصف، يواصل رئيس الحكومة عزيز أخنوش الترويج للوهم، متحدثا عن إنجازات لا وجود لها إلا في الخطابات الرسمية.
وعود جوفاء، تدابير متعثرة، وواقع يُكذّب كل الشعارات البراقة التي تُسوّق كإنجازات عظيمة. كيف يمكن رفع شعار “الدولة الاجتماعية”، بينما آلاف العائلات لا تزال تفترش الأرض وتلتحف السماء بعد شهور من الكارثة؟ كيف يمكن التفاخر بـ”المجهودات المبذولة”، في الوقت الذي تحوّلت فيه الخيام البلاستيكية إلى مقابر باردة، لا تقي المنكوبين من الجوع والصقيع؟
لم يكن المطلوب بيانات جوفاء وتصريحات مكررة، بل قرارات حاسمة تضع حدا لمعاناة الذين فقدوا كل شيء. كان المنتظر تحركا فوريا، لا التلكؤ والمماطلة، لأن الزمن عامل حاسم، لكن الحكومة اختارت أن تدير الأزمة وكأنها ملف إداري روتيني، وليس مأساة إنسانية تستوجب تدخلاً عاجلاً ومُحكماً. فلا خطط واضحة، ولا آليات فعالة، ولا حتى اعتراف بحجم الفشل الذريع في تدبير الوضع.
أين ذهبت الملايير التي رُصدت للصندوق الخاص بتدبير آثار “زلزال الحوز”؟ ولماذا لم يتم تسريع الإعمار عبر تعبئة الشركات الكبرى، والموارد البشرية واللوجستية الكفيلة بإعادة البناء في أسرع وقت؟ لماذا تُركت العائلات تواجه البرد والجوع بمفردها، بينما تُنفق الأموال على الدعاية الفارغة بدل توفير حلول ملموسة؟
إن المأساة هنا تتجاوز الكارثة الطبيعية نفسها، إذ إنها شهادة حية على استهتار الحكومة وإخفاقها في التعامل مع الأزمات، حيث أن التصريحات المتكررة لا تُدفئ طفلاً يرتجف تحت خيمة ممزقة، والتسويق الإعلامي لا يُعيد بناء بيت هدمه الزلزال.
حكومة أخنوش، التي ترفع شعار “الدولة الاجتماعية”، أظهرت أن هذه الشعارات ليست سوى ستار لإخفاء العجز والتقصير، حيث إن الذين يعيشون في العراء اليوم لا يحتاجون إلى بلاغات رسمية مكررة، بل إلى إجراءات ملموسة، إلى أفعال تسبق الأقوال، إلى تحرك حقيقي ينهي معاناتهم بدل إطالة أمدها. لكن يبدو أن رئيس الحكومة وفريقه يراهنون على النسيان، وعلى مرور الوقت، وعلى أن تنطفئ شعلة الغضب الشعبي كما انطفأت في أزمات سابقة.
المأساة الحقيقية ليست في الزلزال، بل في حكومة تعاملت مع الكارثة ببرود سياسي وانعدام للمسؤولية، وكأن معاناة المنكوبين مجرد تفصيل هامشي في أجندتها. بدل أن يكون الزلزال لحظة لإثبات الجدية والالتزام، تحول إلى مرآة عاكسة لفشلها الذريع، حيث غابت الحلول وحضرت الوعود، وتأخرت القرارات بينما تسارعت حملات الترويج لإنجازات وهمية. بين العجز والتجاهل، يجد المنكوبون أنفسهم وحدهم في مواجهة قسوة الطبيعة ولا مبالاة من يفترض أنهم في موقع المسؤولية.
المغاربة ليسوا مجرد أرقام في تقارير إعلامية، ولا وقودا لدعاية حكومة أخنوش التي لا تجيد سوى تلميع صورتها.
زلزال الحوز عرّى الحقائق وأسقط الأقنعة، وكشف أن شعار “الدولة الاجتماعية” ليسَ سوى خدعة كبرى يُراد بها تضليل الرأي العام، بينما الواقع ينطق بالعكس: منكوبون يعانون، وحكومة تمارس سياسة التجاهل والمماطلة.
المنكوبون لا يحتاجون إلى من يربّت على أكتافهم بكلمات معسولة، بل إلى قرارات تنقذهم من هذا الجحيم اليومي. وعندما تتحوّل الكوارث إلى فرصة للتسويق السياسي بدل أن تكون لحظة للمحاسبة، فاعلم أن المشكلة ليست في الزلزال، بل في حكومة تدّعي معالجته بينما هي أصل الأزمة!