الرازي: “تصفية حسابات سياسية ومؤامرات حزبية كانت السبب في إقالتي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة 

في تطور جديد بالساحة السياسية المحلية ، عقدت مقاطعة حسان بالرباط اليوم الأربعاء جلسة حاسمة للتصويت على إقالة الرئيس الحالي، ادريس الرازي. هذه الجلسة أعادت إشعال النقاش حول مستقبل القيادة في المقاطعة، حيث تزايدت التكهنات بشأن عودة أسماء أغلالو، العمدة السابقة للرباط، إلى دائرة الضوء كأحد الخيارات المطروحة.

أشار ادريس الرازي رئيس جماعة حسان إلى الاتهامات التي وُجهت إليه من قبل بعض الأطراف، مؤكدًا أنها اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة. وأوضح أن ما حدث هو نتيجة “إغراءات وضغوط” مورست من قبل بعض الأحزاب ضمن التحالف الحكومي، بالإضافة إلى تدخلات مباشرة من قيادات حزبية بارزة. وذكر بالاسم فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان، والمهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة، كأطراف تدخلت في هذه العملية. كما أشار إلى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ورشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار، الذين لعبوا دورًا في دفع مستشارين للتصويت ضد استمراره.

وأكد الرازي في تصريح لموقع “إعلام تيفي”  أن الأسباب الحقيقية وراء الإقالة لا علاقة لها بأي إخفاقات إدارية أو تدبيرية، بل ترتبط بتصفية حسابات سياسية وانتخابية. وقال إن الانتخابات الجزئية التي ترشح فيها المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار كانت الدافع الأساسي لهذه التحركات. وأضاف أن التحالف الذي كان يدعمه هذا المرشح تميز “بمجموعة من الخروقات”، مشيرًا إلى منح امتيازات شخصية و“وظائف وهمية” لمقربين.

خلال حديثه، أوضح الرازي أن العمل داخل المقاطعة كان يسير بشكل جيد، حيث كان نوابه يقومون بمهامهم على أكمل وجه، ولم تكن هناك أي ملاحظات من الجهات الرقابية مثل وزارة الداخلية أو ولاية الرباط. واعتبر أن الإقالة جاءت بناءً على مغالطات وضغوط، دون وجود أي مبرر موضوعي أو تقصير إداري.

وأعرب الرئيس عن استيائه من الممارسات التي وصفها بأنها غير أخلاقية، مشددًا على أنه رفض القيام بحملة انتخابية لشخص سبق أن طعن في نزاهته. وقال: “تربيتي وأخلاقي لا تسمح لي بأن أساند شخصًا يفتقد للنزاهة، حتى لو تعرضت لضغوط كبيرة.”

وقرر الرئيس الاستقالة من حزب التجمع الوطني للأحرار  الذي ينتمي إليه بسبب ما وصفه ب“الممارسات غير الأخلاقية والضغوط غير المبررة” التي تعرض لها. وأكد أن قراره جاء بعد سلسلة من الأحداث التي أظهرت وجود انقسامات داخلية وصراعات خفية، جعلته غير قادر على الاستمرار ضمن صفوف الحزب. وأضاف: “لا يمكنني البقاء في حزب لا يحترم المبادئ التي التزمت بها طوال مسيرتي.”

وأكد الرازي أنه يشعر بالسعادة بعد مغادرته المنصب، لأنه يتركه “دون أي شبهة فساد أو تجاوز”. وقال: “الكرسي لا يعني لي شيئًا، وما يهمني هو راحة ضميري.” وأشار إلى أن ما حدث يُظهر ضعف بعض الأحزاب وعدم قدرتها على تأطير المواطنين بشكل صحيح.

وأعرب الرازي عن قلقه بشأن مستقبل مقاطعة حسان، خاصة مع استمرار ما وصفه ب“السياسات الفارغة” التي تُدار بها شؤون البلاد. لكنه في الوقت ذاته دعا الموظفين والمتعاونين إلى الاستمرار في خدمة المواطنين بنفس الروح والإصرار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button