مفتوح للنقاش يقرب المتابعين من التحديات التي يواجهها المراسل المغربي المعتمد ( فيديو)

فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة 

لطالما كان دور الصحفيين المغاربة المعتمدين لدى المؤسسات الإعلامية الأجنبية محوريًا في نقل صورة المغرب إلى العالم، إلا أنهم ظلوا على هامش الاعتراف الرسمي في المشهد الإعلامي الوطني لسنوات. لكن النسخة الأخيرة من جائزة الصحافة الوطنية جاءت لتكسر هذا التهميش، عبر إدماج هؤلاء الصحفيين في فئة خاصة تكرّم مساهماتهم المهنية. خطوةٌ طال انتظارها، لكنها تعكس تحولًا إيجابيًا في كيفية تعامل المغرب مع تنوع مكوناته الإعلامية.

إدماج الصحفيين المغاربة المعتمدين لدى المنابر الأجنبية في جائزة الصحافة الوطنية: خطوة طال انتظارها

شهدت النسخة الأخيرة من جائزة الصحافة الوطنية بالمغرب تطورًا جديدًا أثار اهتمام الوسط الإعلامي، حيث تم إدماج الصحفيين المغاربة العاملين في مؤسسات إعلامية أجنبية في فئة خاصة ضمن الجائزة. خطوة وصفها البعض بأنها “تأتي متأخرة لكنها ضرورية”.

في حوار صحفي مع الإعلامية فدوى المرابطي مراسلة قناة الغد، تم التطرق إلى هذه الخطوة وتأثيرها. أوضحت فدوى أن السنوات الماضية شهدت تهميشًا للصحفيين المعتمدين لدى وسائل الإعلام الأجنبية، حيث كان يُنظر إلى عملهم كجزء من الإعلام الأجنبي، مما أبعدهم عن النقاش الوطني وقضايا البلاد. لكنها أشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحركًا نحو تغيير هذا الواقع، بدءًا من تكريم عدد من الصحفيين المراسلين في النسخ السابقة للجائزة، وصولًا إلى إدماجهم رسميًا في نسخة هذا العام.

وأضافت المرابطي خلال استضافنها في برنامج “مفتوح للنقاش”  أن هذه الخطوة جاءت بعد جهود مضنية من طرف الصحفيين المعتمدين، الذين لطالما طالبوا بإنصافهم وإشراكهم في المشهد الإعلامي الوطني. كما أثنت على التفاعل الإيجابي من وزارة الاتصال، وخاصة مدير الاتصال والعلاقات العامة مصطفى أمجر، الذي ساهم في تفعيل هذه المبادرة، إلى جانب الدعم الذي قدّمه وزير الاتصال الحالي.

الصحافة الوطنية ودورها في التسويق لصورة المغرب

من جانب آخر، تناول الحوار دور الصحفيين المعتمدين في نقل صورة المغرب إلى الخارج. وأكد الصحفي عادل الزبيري مراسل قناتي العرببية والحدث على أهمية “الذاتية الموضوعية” في العمل الإعلامي، حيث أن المراسلين المعتمدين يعملون وفق خطوط تحرير مؤسساتهم الأجنبية، لكنهم يبذلون جهودًا لنقل الواقع المغربي بدقة. وأشار إلى أن الصحفي المغربي المعتمد غالبًا ما يُحاسب بصرامة أكبر مقارنة بنظرائه المحليين، ما يعزز أهمية نقل صورة موضوعية ومهنية عن البلاد.

الزبيري تحدث أيضًا عن التحديات التي تواجه الصحفيين المعتمدين، مشيرًا إلى أن البعض منهم عاش فترات صعبة بسبب سوء الفهم أو المضايقات. وأكد أن الصحفيين المعتمدين يحملون مسؤولية مزدوجة، فهم ليسوا مجرد مراسلين بل يمثلون بلدهم بطريقة أو بأخرى، ويعملون على تسليط الضوء على قصص إنسانية واجتماعية تسهم في تعزيز صورة المغرب.

تحديات التعامل مع الإعلام الدولي

وتناول الحوار العلاقة المتوترة أحيانًا بين المسؤولين المغاربة والإعلام الدولي. وأوضحت الاعلاميةالمرابطي  أن بعض المسؤولين يتجنبون التعامل مع الإعلام الأجنبي خوفًا من تقارير قد تكون مضرة أو غير دقيقة. وأشارت إلى أن هذا التخوف مبرر في بعض الحالات، خاصة عندما تكون هناك تغطيات غير موضوعية أو مغلوطة.

لكنها شددت على أهمية توفير المعلومات للصحفيين لضمان تقديم تقارير دقيقة. وأكدت أن دور الصحفي لا يقتصر على تسليط الضوء على النجاحات فقط، بل يشمل أيضًا معالجة القضايا التي تحتاج إلى تطوير، مما يسهم في تحسين الصورة العامة للبلاد.

دعوة إلى تحسين العلاقة بين المسؤولين والصحفيين

وأكد الصحفيين على ضرورة تحسين العلاقة بين المسؤولين والصحفيين المعتمدين، من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات والاعتراف بأهمية دورهم في نقل صورة المغرب إلى الخارج. وأعربوا عن أملهم في أن تكون هذه الخطوة بداية لتغيير شامل يعزز من مكانة الصحفيين المعتمدين ويمنحهم الحقوق والفرص التي يستحقونها.

جائزة الصحافة الوطنية لهذا العام لم تكن فقط تكريمًا للصحفيين المغاربة، بل أيضًا اعترافًا بدورهم في نقل الواقع الوطني إلى العالم، ما يعكس التقدم الذي يحرزه المغرب في مجال حرية الإعلام والانفتاح على المؤسسات الإعلامية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button