الشريعة ل”إعلام تيفي”: “التجارة الإلكترونية ملاذ الشباب أمام تعقيدات سوق العمل”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكدت أنيسة الشريعة، مقاولة حرة وmanager adj بشركة خاصة، أن التجارة الإلكترونية أصبحت أداة إنقاذ حقيقية لفئة واسعة من الشباب المغربي، خاصة في ظل ندرة فرص العمل وتزايد شروط الولوج إلى سوق الشغل التقليدي.

وكشفت الشريعة، ل”إعلام تيفي”، أن واقع التشغيل في المغرب يفرض شروطًا معقدة تتراوح بين التوفر على شهادات أكاديمية عليا مثل الماستر أو الدكتوراه، أو على الأقل الإجازة، إضافة إلى ضرورة إتقان اللغات الأجنبية، ومرورًا أحيانًا بما يسمى بـ”الوساطة” أو “المعرفة”. وقالت: “في ظل هذه التحديات، تبرز التجارة الإلكترونية كفرصة واعدة أمام الشباب وربات البيوت والطلبة وحتى الموظفين، للانخراط في سوق عمل حر يضمن الاستقلالية المالية”.

وأوضحت المتحدثة أن التجارة الإلكترونية، رغم ما تحققه من مكاسب، ما تزال تصطدم في المغرب بعقليات مترددة وغير واثقة، بسبب الخوف من الاحتيال أو تلقي منتجات مخالفة لما هو معروض، مشيرة إلى أن جائحة كورونا ساهمت في تسريع تقبل هذا النمط التجاري، إذ اضطر عدد كبير من المواطنين إلى اقتناء حاجياتهم عبر الإنترنت، بعدما أغلقت المتاجر أبوابها.

وأضافت: “بعد أن كنت أشتغل في مصنع لإنتاج أجزاء السيارات وأيضًا في مجال التنظيف مقابل أجر زهيد لا يتناسب مع حجم التعب، استطعت بفضل التجارة الإلكترونية مضاعفة مدخولي خلال ثلاثة أشهر فقط”.

وتحدثت الشريعة عن التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، والتي ترتبط أساسًا بضرورة البحث الدائم عن منتوجات مطلوبة ومتغيرة حسب الموسم والمناسبات. وأشارت إلى أن المنتوج الناجح هو ذلك القادر على جذب الزبون في الحاضر والمستقبل، مع أهمية تنويع العروض حسب الظرفية والطلب.

أما عن مهارات التاجر، فقد شددت على أهمية أسلوب الإقناع والتعامل مع الزبائن، قائلة: “غالبًا ما يشتري الزبون الفكرة وليس المنتوج، ويمكن لشخصين بيع نفس المنتج بنفس الثمن، لكن من يتقن التواصل والإقناع سيحصد زبائن أوفياء”.

وفي ما يخص حماية المستهلك، نصحت الشريعة بعدم أداء ثمن المنتج قبل التوصل به، لتفادي الوقوع في فخ الاحتيال، مؤكدة أن بعض الباعة يعرضون صورًا مخالفة للمنتج الحقيقي ويشترطون الدفع المسبق، ما يضرب مصداقية المجال بأكمله.

ودعت إلى سن قوانين منظمة لقطاع التجارة الإلكترونية، تشمل فرض ضرائب عادلة مقابل حماية قانونية لكل من البائع والمشتري. وقالت: “نحن شعب لا نحترم إلا القانون، وحين يصير المجال مؤطرًا قانونيًا، سنتمكن من الحد من الخسائر وتحقيق الاستفادة المثلى للجميع”.

وأكدت أن التجارة الإلكترونية، رغم الإكراهات، تبقى تجربة غنية، لأنها تتيح العمل في أي وقت ومن أي مكان، حتى من المنزل، مما يجعلها فرصة ذهبية لكل من يبحث عن الاستقلالية والدخل القار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى