الشيات ل”إعلام تيفي”:” التوغل الدبلوماسي المغربي في الأنديز يعزز الموقف الاستراتيجي في قضية الصحراء”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد خالد الشيات، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، أن استقبال مجلس المستشارين المغربي لوفد عن الجمعية العامة للبرلمان الأنديني يعكس التوغل المغربي المتزايد في منطقة الأنديز، التي كانت تعرف سابقًا بولائها للعلاقات مع الجزائر ودعمها لجبهة البوليساريو.
وأوضح الشيات ل”إعلام تيفي” أن هذا الحضور الدبلوماسي المغربي القوي في أمريكا الجنوبية أصبح واقعًا ملموسًا منذ أكثر من عقد، حيث تبنت العديد من الدول مواقف تتناغم مع الرؤية المغربية، لا سيما فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي كآلية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأشار الخبير إلى أن التنشيط الدبلوماسي البرلماني بعد الخطاب الملكي الأخير يعد مسألة ذات أهمية كبرى، إذ يسعى البرلمان المغربي إلى تعزيز العلاقات الخارجية على عدة مستويات، سواء جغرافيًا أو موضوعيًا. فمن ناحية الجغرافيا، يعمل البرلمان على توطيد العلاقات مع المناطق التي تتطلب جهوده، ومن ناحية المواضيع، يركز على ملفات حيوية مثل الهجرة، التنمية، التبادل التجاري، وتعزيز الاتفاقيات الثنائية عبر القنوات البرلمانية.
وأوضح الشيات أن البرلمان ليس فقط مؤسسة تعكس الموقف الرسمي للدولة، بل هو أيضًا مرآة تعبر عن توجهات المجتمع ومصالحه الاستراتيجية. ومن هذا المنطلق، فإن العلاقات مع دول الأنديز، التي تضم كولومبيا، إكوادور، بوليفيا، وبيرو، تأتي في إطار تعزيز الحضور المغربي في هذه المنطقة، خاصة وأن هذه الدول تشكل تكتلًا اقتصاديًا وتجاريًا هامًا في أمريكا الجنوبية.
وفي سياق تحليل مواقف هذه الدول، أكد الشيات أن العلاقات القاعدية والمجتمعية بين المغرب ودول الأنديز تتجه نحو دعم الطرح المغربي في قضية الصحراء المغربية، رغم أن هناك تباينات على المستوى الرسمي، خاصة في بوليفيا وكولومبيا، حيث تشهد مواقف الرئاسة تحولات سياسية قد لا تتناغم مع الرؤية المغربية. لكنه شدد على أن هذه الزيارة تعد فرصة لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية مع هذه الدول، والتأثير إيجابيًا على مواقفها الرسمية.
وأضاف أن دولة بيرو تشهد بدورها نوعًا من التباين بين مواقف سلطتها التنفيذية والبرلمان، الذي يمثل الصوت الشعبي الأساسي.
وفي ظل هذا التدافع السياسي، يرى الشيات أن المغرب يمتلك فرصة لتعزيز وجوده الاقتصادي والتجاري في المنطقة، مما سينعكس إيجابيًا على دعمه في قضية الصحراء المغربية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وأوضح الشيات أن هذه الزيارة تمثل خطوة إضافية في استراتيجية المغرب الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز علاقاته مع دول أمريكا الجنوبية، وترسيخ موقفه في قضية الصحراء المغربية عبر آليات دبلوماسية متعددة، تشمل الجانب البرلماني، الاقتصادي، والاجتماعي، مما يمنح المغرب مكانة متقدمة في علاقاته الدولية.
وبمناسبة الزيارة استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء بالرباط، رئيس برلمان مجموعة دول الأنديز، غوستافو باتشيكو فيار.
وأعرب باتشيكو فيار، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه، مشيدا بالتزام المملكة باحترام القانون الدولي.
ومن جانبه شدد نائب رئيس برلمان مجموعة دول الأنديز، النائب الكولومبي أوسكار داريو بيريز، على الدور المحوري الذي يتعين أن تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات بين المملكة وأمريكا اللاتينية.
وفي فاتح يونيو 2018 ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن برلمان مجموعة دول الأنديز عبر بالإجماع، خلال اجتماع في مدينة بوكون بجنوب الشيلي، عن “دعمه الكامل” لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية كحل للنزاع حول الصحرا، مشيرا في هذا الإطار إلى قرار مجلس الأمن رقم 1754 بتاريخ 30 أبريل 2007 ، الذي وصف المبادرة المغربية ب”الجدية وذات مصداقية” .
ويذكر أن البرلمان المغربي يعد عضوا ملاحظا وشريكا متقدما للبرلمان الأنديني، الذي تأسس في 25 أكتوبر 1979 كهيئة تمثل شعوب دول الأنديز الخمس، وهي بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي.