الطالبي العلمي: العمق الإفريقي المشترك ركيزة للشراكة المغربية الموريتانية

إعلام تيفي
أكد رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، اليوم الجمعة 9 ماي بنواكشوط، أن “العمق الإفريقي المشترك” بين المغرب وموريتانيا يعد “كنزا” و”فرصة فريدة” لتعزيز الشراكة بين البلدين.
ودعا إلى استثمار هذا البعد الإفريقي المشترك لتحقيق التنمية المتبادلة والازدهار المشترك.
وأوضح في كلمته الافتتاحية خلال الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، الذي ينعقد في نواكشوط لمدة يومين، أن هذا العمق يشكل مجالا فريدا لتطوير الأعمال والمبادلات، مؤكدا أن المغرب وموريتانيا يشكلان رابطا حيويا بين ثلاث قارات هي إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، ومن ثم آسيا وأوراسيا.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن المبادرة التي اقترحها الملك محمد السادس بشأن الدول الإفريقية الأطلسية، والتي تم التأكيد عليها في القمة البرلمانية للبلدان الإفريقية الأطلسية في الرباط، تعد خطوة مهمة نحو الاندماج القاري الإفريقي، وأكد أن هذا المشروع يتكامل مع مبادرة تمكين بلدان الساحل الإفريقية من الوصول إلى الأطلسي.
وأضاف أن المغرب وموريتانيا لهما دور محوري في تنفيذ هذين المشروعين اللذين يحملان أبعادا استراتيجية دولية.
وأكد رئيس مجلس النواب أن البلدين يمتلكان بنية أساسية واعدة يمكن أن تدعم هذه المشاريع الطموحة، وأوضح أن التعاون المشترك بينهما سيكون في صالح الشعبين والدول الإفريقية بشكل عام.
كما شدد على أهمية تحويل التحديات إلى فرص، داعيا المؤسستين التشريعيتين في البلدين إلى دعم المشاريع الحكومية وتشجيع الاستثمارات المشتركة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وأبرز الطالبي العلمي أن الدورة الأولى لهذا المنتدى تمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الموريتانية، حيث تتجاوز المصالح الاقتصادية لتؤكد الروابط التاريخية والإنسانية بين الشعبين. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين على المستوى الاقتصادي، رغم الإمكانيات المتاحة، لا يزال دون الطموحات، ويتعين استثمارها لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلدين، مثل الجفاف والتصحر والهجرة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن موريتانيا والمغرب، اللذين ينعمان بالاستقرار، قادران على كتابة قصة نجاح مشتركة إذا ما استمرا في العمل معا بروح الشراكة والتعاون.
كما أكد على أهمية منح المنتدى البرلماني محتوى اقتصادي، بما يشمل قطاعات مثل الزراعة، وتربية الماشية، والصيد البحري، والتكوين المهني، بما يساهم في تعزيز التنمية في البلدين.
ويهدف المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي إلى تعزيز التعاون بين البرلمانيين والحكومات والفاعلين الاقتصاديين في البلدين، وتعزيز التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة، فضلا عن تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري في القطاعات الاستراتيجية.
كما يسعى إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الثلاثي مع فاعلين أفارقة ودوليين، بهدف بناء شراكات ثنائية قوية.
كما سيناقش المشاركون في المنتدى عدة مواضيع أساسية، مثل الأمن الغذائي، والتعاون الزراعي، والصيد البحري، والتكوين المهني، وتحسين سلالات الماشية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وتأتي هذه المبادرة في إطار العلاقات الاستراتيجية المتينة بين المغرب وموريتانيا، والتي تستند إلى روابط تاريخية قوية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.