الطريق الإقليمية 1929 بتزنيت… مشروع معلق بين الوعود والبلوكاج المالي

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد مصدر خاص لموقع “إعلام تيفي” أن الطريق التي تربط بين تهالة وبعض الدواوير بإقليم تيزنيت تعاني من تأخر كبير في الإنجاز، رغم مرور سنوات على انطلاق المشروع. وقد تم تأسيس هذه المبادرة في عهد المجلس الإقليمي السابق برئاسة عبد الغازي، ضمن شراكة مع جماعة تيزنيت ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، لكنها واجهت عراقيل مالية وتنظيمية حالت دون استكمالها.
ويعود أصل هذه الطريق، التي وُصفت بـ”الكارثية” حسب توصيفات محلية، إلى عهد المجلس الإقليمي السابق الذي كان يرأسه السيد عبد الغازي، حيث تم تقديم المشروع ضمن شراكة جمعت بين المجلس الإقليمي وجماعة تيزنيت ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، التي كانت آنذاك تحت إشراف الوزير السابق عبد الأحد الفاسي الفهري.
وحسب المصدر ذاته، فقد التزم المجلس الإقليمي آنذاك بتمويل جزء من المشروع، في حين طالب الوزير بأن يتم تمويل المشروع بالكامل من طرف الوزارة بمبلغ قُدّر بـ20 مليار سنتيم. إلا أن هذا الاتفاق لم يُفعّل، وبدأت تظهر ملامح الخلاف بين الوزارة والمجلس، مما أدى إلى تجميد المشروع وترك ساكنة المناطق المتضررة تواجه واقعًا تنمويًا هشًا.
في ظل الوضع المتأزم للطريق، تحركت فعاليات محلية، من بينها تنسيقية نشأت عام 2019، للمطالبة بتحقيق في مصير المشروع. كما وجّهت النائبة البرلمانية خديجة أروهال أسئلة كتابية وشفوية حول مآل هذا الورش، دون أن تجد الملفات طريقها نحو الحلحلة.
بعد انتخابات 2021، ورث المجلس الإقليمي الحالي هذا الإرث التنموي المتعثر، لكنه وجد نفسه مثقلاً بما يقارب 9 ملايين درهم من الديون. وبحسب مصدرنا، فقد دخل المجلس منذ بداية ولايته في دوامة إعادة ضبط الميزانية دون التوصل إلى توافقات كافية أو تفعيل ملموس للاتفاقيات المبرمة، التي ما تزال تنتظر التفعيل منذ عهد عبد الغازي، ومنها مشاريع تتعلق بالقناطر، ومسالك الماء، وعدد من البنيات الأساسية المرتبطة بحياة السكان.
سجلت دورات المجلس الأخيرة غيابًا لافتًا لبعض المنتخبين، من بينهم رئيس جماعة ترابية يُعدّ معنيًا مباشرًا بهذا الورش، دون توضيح الأسباب. ووفق ما أفاد به المصدر، فإن هذا الغياب يعكس حالة من الإنهاك المؤسسي وغياب التنسيق بين المجلس الإقليمي والجماعات المعنية، وهو ما يزيد من صعوبة إخراج المشاريع إلى حيز الوجود، في ظل محدودية الموارد وضعف المرافعة المؤسساتية الجادة.