الطلبة في أكادير يحتجون ضد استبعادهم من السكن الجامعي وسط وعود كاذبة

حسين العياشي

تعود أزمة السكن الجامعي في مدينة أكادير لتطفو على السطح مجددًا، حيث يجد مئات الطلبة أنفسهم في مواجهة معضلة جديدة تهدد استقرارهم الدراسي وتزيد من أعبائهم المعيشية. ومع كل موسم جامعي، تتجدد هذه الإشكالية، في وقت يفتقر فيه الوضع إلى حلول جذرية تنهي معاناة الطلاب المستمرة.

في الآونة الأخيرة، شهدت المدينة اعتصامًا طلابيًا مفتوحًا أمام أحد الأحياء الجامعية، حيث تجمع العشرات من الطلبة المحرومين من حقهم في السكن الجامعي. وقد احتج الطلاب على القرار المفاجئ باستبعاد طلبة سلك الماستر من قائمة المستفيدين، في حين بررت إدارة الحي الجامعي هذا القرار بضرورة إجراء إصلاحات تستدعي تقليص الطاقة الاستيعابية.

وفي هذا السياق، أكد أحد المعتصمين في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أنه فوجئ بعدم فتح باب طلبات الاستفادة هذا العام، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هناك جهات معينة قد استفادت من هذه الغرف “خلف الأبواب المغلقة”.

وتابع المعتصم في حديثه، مشيرًا إلى أن الحي الجامعي قلص طاقته الاستيعابية إلى النصف بعد إجراء الأشغال الإصلاحية، حيث كانت الغرفة الواحدة تستوعب أربعة طلبة، لتصبح الآن تحتضن طالبان فقط. وهذا التغيير يعني أن نصف الطلبة قد وجدوا أنفسهم خارج أسوار الحي الجامعي، ليُترك هؤلاء الشباب بين يدي المضاربين في مجال تأجير الغرف والشقق المأجورة، في ظل ارتفاع الأسعار وجشع الملاك.

ولم تكن هذه هي النقطة الوحيدة التي أثارت غضب الطلاب، بل أضاف المعتصمون أن هناك حيًّا جامعيًا آخر اكتمل بناؤه، لكنه لا يزال مغلقًا لأسباب مجهولة، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف الأزمة. وبينما تتعالى أصوات الاحتجاج، لا يبدو أن هناك أي حلول فعّالة تظهر في الأفق، مما يزيد من الإحباط بين صفوف الطلبة.

وفي ظل هذه الاحتجاجات، تشير مصادر من داخل الجامعة لموقع “إعلام تيفي” إلى أن هذه الأزمة قد تكون مرتبطة بتأخر فتح باب الترشيحات لولوج سلك الماستر. هذا التأخير ناتج عن القرار الأخير الذي سمح بالولوج المباشر، وهو ما تسبب في تأخير تحديد مواعيد الترشيح والقبول في هذا السلك. وحتى الأساتذة داخل الجامعة لا يملكون أي فكرة واضحة عن مصير هذه الماسترات، في وقت يقترب فيه نهاية السنة الدراسية. علمًا أن مدن أخرى قد أنهت دورتها الأولى وتستعد لإجراء الامتحانات.

وبينما تعترف الوزارة الوصية بصعوبة الوضع في السكن الجامعي، وتصفه بأنه “لا يتناطح عليه عنزان”، فإن هذا التصريح يثير العديد من التساؤلات حول جدية الحلول المطروحة، ومدى فعالية الآليات التي تعتمدها الوزارة لمعالجة هذه المعضلة المزمنة. ورغم التصريحات المتكررة عن نية الوزارة في إصلاح الأحياء الجامعية وتصنيفها حسب حالتها، فإن الواقع يظل على حاله، حيث تزداد معاناة الطلبة يوما بعد يوم، ولا تزال الفجوة بين الأقوال والأفعال تتسع، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا وحلولًا عملية تضع حدًا لهذه الأزمة التي طال أمدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى