الطيار ل”إعلام تيفي”: “البوليساريو تهديد إرهابي لموريتانيا وأمن المنطقة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد الطيار، رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، أن منطقة الساحل والصحراء تعيش على وقع هشاشة أمنية متزايدة بفعل تداخل التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة والصراعات الجيوسياسية.
وأوضح الطيار ل”إعلام تيفي” أن جبهة البوليساريو تمثل أحد أخطر مصادر التهديد في هذه المعادلة، كونها فاعل مسلح عابر للحدود منخرط في أنشطة غير مشروعة تهدد بشكل مباشر استقرار موريتانيا ودول الجوار.
وأضاف أن تقارير استخباراتية غربية وإفريقية كشفت عن تورط عناصر من البوليساريو في تقديم الدعم اللوجستي لجماعات متطرفة تنشط في الساحل، مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش الصحراء الكبرى”، عبر تهريب الأسلحة والمخدرات وتسهيل مرور المقاتلين. مشددا على أن هذا التداخل يجعل موريتانيا في مرمى تهديدات جدية تطال أمنها الداخلي.
وأشار المتحدث إلى أن موقع موريتانيا الجغرافي يجعلها بين فكي كماشة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث تتسبب أنشطة البوليساريو في تقويض جهودها الأمنية، لاسيما في ظل ضعف المراقبة على الشريط الحدودي. كما لفت إلى أن الدعم الذي توفره الجزائر للجبهة، ماليا وعسكريا واستخباراتيا، يزيد من خطورة الوضع ويحوله إلى ورقة ضغط إقليمي تهدد أمن المنطقة بأكملها.
وحذر الطيار من محاولات البوليساريو استغلال هشاشة التنمية في شمال موريتانيا لتغذية نزعات انفصالية تهدد وحدة البلاد وتفتح المجال أمام بؤر توتر جديدة قابلة للاستغلال من طرف الجماعات الإرهابية.
واعتبر رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية أن تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي بات خطوة استراتيجية ضرورية، لأنها ستسمح بفرض عقوبات دولية، وتجفيف منابع تمويل الجبهة، وملاحقة قادتها قانونيا، فضلا عن تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول المنطقة.
وأشار إلى أن مواجهة هذا التهديد المركب يتطلب تحركا استباقيا قائما على تعزيز التعاون الأمني بين موريتانيا والمغرب ودول الساحل، تقوية القدرات الدفاعية الموريتانية، والتنسيق الدبلوماسي لدفع المجتمع الدولي نحو تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.





