العناية ل “إعلام تيفي”:”إعفاءات التعليم تخدم أجندة حزبية وتعمّق فشل مدارس الريادة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في خطوة مفاجئة، أقدم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، على إعفاء 16 مديرًا إقليميًا للتعليم، مما أثار موجة من الجدل في صفوف الشغيلة التعليمية والرأي العام.

وأمام غياب أي توضيح رسمي للأسباب والخلفيات الحقيقية وراء هذه الإعفاءات، تعالت المطالب بتقديم تفسير واضح ودقيق من طرف الوزارة.

وأكد جلال العناية، الأستاذ والفاعل التربوي ورئيس المنتدى المغربي للمواطنة والديمقراطية، أن هذه الإعفاءات أثارت استغراب الأوساط التربوية، خصوصًا في ظل الاختلالات والتجاوزات التي تعرفها العديد من المديريات والتي رصدتها مفتشيات الوزارة.

وأوضح ل “إعلام تيفي” أن المطلوب ليس مجرد إعفاءات مفاجئة، بل محاسبة فعلية تضمن ربط المسؤولية بالمحاسبة، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو انتخابية.

وكشف العناية عن تخوفات من أن يكون لهذه الإعفاءات خلفيات مرتبطة بأجندات حزبية، عبر تعيين مدراء جدد تابعين لحزب معين، مما قد يؤثر على استقلالية المنظومة التربوية ويفتح الباب أمام التوظيف السياسي لمناصب المسؤولية داخل القطاع.

في سياق متصل، أوضح العناية أن مشروع “مدارس الريادة”، الذي دخل موسمه الثاني، يعاني من العديد من الاختلالات التي تكرس غياب تكافؤ الفرص بين المؤسسات المستفيدة منه وتلك التي لا تزال تشتغل وفق النمط “الكلاسيكي”.

وأكد أن هذه الفوارق تؤثر سلبًا على مبدأ المساواة بين التلاميذ وتزيد من تعميق الهوة بين أبناء الوطن الواحد.

وكشف أن المشروع يعرف تعثرات على مستوى التجهيزات وتأخرًا في إعداد الدروس، ناهيك عن غياب الشفافية في صرف الاعتمادات المالية المخصصة له، مما يثير الشكوك حول مدى نجاعة هذا الإصلاح.

وفي ظل هذه الإشكالات، شدد العناية على ضرورة التخلي عن سياسة “الترقيع” التي أثبتت فشلها في جميع الإصلاحات السابقة التي عرفها قطاع التعليم بالمغرب.

ودعا جميع القوى الحية في البلاد إلى الضغط من أجل إصلاح شامل وحقيقي، قائم على رؤية واضحة وشفافة، تراعي مصالح التلاميذ وتضمن تحسين جودة التعليم بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو حزبية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى