
فاطمة الزهراء ايت ناصر
من قلب مدينة أصيلة، حيث يلتقي عبق التاريخ بوهج الإبداع، افتُتحت الدورة السادسة والأربعون من موسمها الثقافي الدولي، بحضور نخبة واسعة من الأدباء والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
على مدى أيام هذا الموعد الثقافي، تتحول الجوهرة الأطلسية إلى ملتقى للحوار الفكري والفني، حيث تتلاقى الرؤى، وتتقاطع التجارب، وتتجدد الأسئلة الكبرى حول الثقافة والإنسان.
رشيد الخيّون، الباحث والكاتب العراقي، أكد أن هذه الدورة ليست كباقي الدورات، مشيراً إلى أن غياب مؤسس المهرجان الراحل محمد بن عيسى يشكّل فراغاً كبيراً.
وقال ل”إعلام تيفي “:”كان بيننا، من أول لحظة الافتتاح إلى نهايته، على المنصة واقعاً وحضوراً… شخصية ثقافية وإنسانية لا تتكرر”.
واستحضر الباحث العراقي الدور الريادي الراحل في تحويل أصيلة من مدينة عتيقة إلى مركز عالمي للحوار الثقافي: “يكفي أنه لم يُنشئ منتدى أصيلة فقط، بل أنشأ أصيلة بحداثتها، جعلها مدينة معروفة في كل العالم، لقد سخّر السياسة لخدمة الثقافة، لا العكس، سواء كان في البرلمان أو وهو وزير أو رئيس بلدية”.
وأضاف أن الراحل جمع بين الشرق والغرب على أرض أصيلة، مما جعل من المنتدى واجهة ليس فقط للمغرب، بل للثقافة العربية والإنسانية بأسرها.
وعبّر عن أمله الكبير في الأمين العام الجديد للمنتدى، حاتم بطيوي، واصفاً إياه بالكاتب والصحفي الفذ والمثقف القادر على الاستمرار بالمسار نفسه، وضمان أن يظل المنتدى منارة للفكر والثقافة.
ودعا المثقفين العرب قائلاً: “لو أن كل مثقف عاد إلى مدينته وبناها كما فعل محمد بن عيسى، لعمرت البلدان”، في إشارة إلى أن تجربة أصيلة تمثل نموذجاً يُحتذى به في ربط المثقف بمدينته وتحويل الثقافة إلى قوة بناء وتنمية.





