الغلاني ل”إعلام تيفي”:”افتتاح سفارة الإكوادور بالرباط يعكس شراكة استراتيجية واحتراماً لسيادة المغرب””

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في تحول دبلوماسي بارز، جددت وزيرة العلاقات الخارجية والتنقل البشري بجمهورية الإكوادور، غابرييلا سومرفيلد، التأكيد من العاصمة الرباط على أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب تشكل “الحل الواقعي والجدي” لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
هذا الموقف الرسمي يأتي، كما أوضح الدكتور الغالي غيلاني، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، بعد أشهر من قرار كيتو سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، وهو اعتراف يعود إلى سنة 1983. وأكد الغيلاني أن هذا التحول لا يمكن فصله عن الدينامية الجديدة التي أطلقتها الدبلوماسية الملكية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي استطاعت تفكيك آخر معاقل الطرح الانفصالي في أمريكا اللاتينية.
وأضاف رئيس المركز الدبلوماسي الدولي ل”إعلام تيفي” أن القرار الإكوادوري ينسجم تماماً مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، خاصة احترام السيادة والوحدة الترابية للدول، مبرزاً أن الإكوادور تُعد فاعلاً رئيسياً في كل من اللجنة الرابعة ولجنة 24 الأمميتين، ولهذا فإن موقفها الجديد يحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي بشأن دعم المسار السياسي الأممي القائم على مبادرة الحكم الذاتي.
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان المغرب بصدد إعادة تشكيل تحالفات دبلوماسية جديدة بأمريكا اللاتينية، كشف غيلاني أن المملكة، منذ الزيارة التاريخية للملك محمد السادس سنة 2004، استطاعت أن تقلب مواقف العديد من الدول التي كانت تاريخياً محسوبة على المعسكر الداعم للبوليساريو، ومنها بنما، السلفادور، البرازيل، الشيلي، وباراغواي. وأوضح أن أكثر من 21 دولة بأمريكا اللاتينية تدعم اليوم بشكل صريح وجلي المبادرة المغربية.
الحدث البارز الذي شهدته العاصمة الرباط تمثّل في افتتاح سفارة الإكوادور، وهو ما وصفه غيلاني بـ”التعبير السيادي عن نية صادقة في بناء علاقات استراتيجية مع المغرب”. مؤكدا أن افتتاح السفارة وتوقيع مذكرة تفاهم في مجالات التكوين والتشاور الدبلوماسي يمثلان خطوة نوعية في هيكلة العلاقات بين البلدين على أسس سياسية واقتصادية وأمنية جديدة.
وتخللت زيارة وزيرة الخارجية الإكوادورية محطة رمزية مهمة، حيث قامت بزيارة لضريح محمد الخامس، ترحماً على روحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، في إشارة واضحة إلى عمق الاحترام المتبادل والروابط التاريخية المتجددة بين الرباط وكيتو.