الغلوسي: خيار الهجرة الجماعية هو احتجاج الشباب المغربي على واقعهم المؤلم
خيار الهجرة الجماعية..احتجاج الشباب المغربي على واقعهم المؤلم
خديجة بينيس: صحافية متدربة
بعد تداول مقاطع فيديو تظهر مئات الشباب المغاربة وهم يحاولون عبور الحدود إلى مدينة سبتة المحتلة رغم الاستنفار الأمني في المنطقة، أكد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال، أن الفساد المستشري في السياسات التدبيرية للبلاد هو السبب الرئيسي وراء فقدان الشباب الثقة في وطنهم.
وأضاف الغلوسي أن محاولات هؤلاء الشباب هي رد فعل على الظلم وفشل السياسات الحكومية، حيث أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة دفعتهم إلى اتخاذ هذه المخاطر في محاولة للوصول إلى حياة أفضل.
وأشار الغلوسي إلى أن هؤلاء الشباب يعبرون عن يأسهم من السياسات القائمة التي لم توفر لهم فرص عمل كافية أو بيئة ملائمة للإبداع. وأكد أن الحل لمواجهة هذه الأزمة يكمن في توفير مناصب شغل دون محسوبية أو زبونية، والاستثمار في العنصر البشري الذي يمثل الثروة الحقيقية للمغرب.
وأكد الغلوسي أن المسؤولين يجب أن يركزوا على مصلحة الشباب، حيث أن المغرب لا يملك ثروات طبيعية كبيرة، وبالتالي يجب أن يتم استثمار الموارد البشرية وتوفير الفرص المناسبة لهم.
وأشار الغلوسي إلى أن الفساد ليس قدراً محتوماً، بل يجب محاربته بشكل جاد. موضحا أن المجتمعات تمر بفترات هدوء وانتفاضات، وأن شروط الاحتقان والاحتجاج متوفرة، مما يعني أن المجتمع لديه وسائل متعددة لمواجهة هذا الفساد.
كما أشار إلى أن نتائج الانتخابات المحلية تشير إلى الاحتجاجات المستمرة، حيث سجل 190 ألف شخص في اللوائح الانتخابية، لكن عدد المصوتين كان 9 آلاف فقط، وهو ما يعد إهانة للنخبة السياسية ومؤشراً على عدم رضى المواطنين عن الوضع الحالي.
وأضاف أن الاحتجاجات التي تشهدها مختلف الفئات الاجتماعية تعكس شعورهم بالظلم والتمييز والتفاوت الاجتماعي، وأن المجتمع لا يمكن أن يتعايش مع الفساد إلى ما لا نهاية، وصبر الناس سينفد حتماً.
لكل فئة طريقتها في التعبير عن الاحتجاج، وقد اختار هؤلاء الشباب أن يغامروا بكل شيء في محاولة للوصول إلى ما يظنونه “جنة الأرض” في الخارج. في ظل الظروف الصعبة والاستنفار الأمني، يفضل هؤلاء الشباب ترك كل شيء خلفهم والبحث عن فرصة أفضل، حيث لم توفر السياسات الحكومية الحالية لهم بيئة مناسبة للتنمية والإبداع.
اختيارهم هذا يعكس عمق الإحباط والظلم الذي يشعرون به نتيجة فشل السياسات القائمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. هذا الاحتجاج القاسي هو تعبير عن يأسهم من النظام ورفضهم للواقع الذي يعيشونه، ويبرز الحاجة الملحة لتغيير جذري في السياسات لضمان توفير فرص عمل مناسبة وتحسين ظروفهم المعيشية.