الكحل “إعلام تيفي”: “تجنيد النساء في التنظيمات المتطرفة لا يخضع لاستراتيجية واضحة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد سعيد الكحل، الباحث المتخصص في الإسلام السياسي والتنظيمات المتطر.فة والإ.رهاب، أن التنظيمات الإر.هابية، وعلى رأسها “د.اعش”، لا تنتهج استراتيجية واضحة المعالم في تجنيد العنصر النسوي لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وأوضح ل”إعلام تيفي” أن الحديث عن “استراتيجية” ممنهجة يبقى مبالغا فيه، مشيرا إلى أن عدد النساء المنخرطات ضمن ما يُعرف بـ”الذئاب المنفردة” يبقى محدودا جدا مقارنة بالرجال.
وكشف الكحل أن التنظيمات المتطرفة تلجأ إلى استغلال النساء في مهام متعددة تتجاوز تنفيذ التفجيرات أو العمليات الانتحارية، لافتا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة في المغرب، حيث سبق تسجيل حالتين بارزتين، أولاهما تتعلق بفتاة في سن 13 سنة، كانت تُعرف باسم “توقع منغريسي”، جرى اعتقالها سنة 2003 لمحاولتها تفجير مبنى البرلمان، في حين تعود الحالة الثانية إلى طالبة بمعهد عالٍ اعتُقلت بمدينة الرباط يوم 27 يونيو 2025.
ورغم محاولات بعض الباحثين ربط استقطاب العناصر النسائية المتطرفة بالظروف الاجتماعية أو الاقتصادية، أوضح الكحل أن هذه العوامل وحدها لا تفسر الظاهرة، مؤكدا أن الأسباب مركبة ومعقدة، تشمل أيضا أبعادا نفسية وثقافية.
وقال في هذا السياق: “حتى أشخاص من أصول أوروبية، إناثا وذكورا، التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق رغم تمتعهم بظروف اجتماعية واقتصادية مريحة، بل وممتازة”.
وفي هذا الصدد، كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015 عن التحاق 185 مغربية بتنظيم “دا.عش”، دون أن يُكلّف معظمهن بتنفيذ أعمال إر.هابية، بل أُسندت إليهن مهام لوجيستية أو تنظيمية داخل التنظيم.
وأضاف الكحل أن استبعاد الفقر أو التهميش كعنصر رئيسي في التفسير تبرره معطيات ميدانية، منها حالة أربع نساء تم توقيفهن ضمن خلية “أنصار المهدي”، كنّ في وضعية اجتماعية ميسورة: اثنتان منهن زوجتا طيارين مغربيين، والثالثة مهندسة، والرابعة طبيبة أسنان.
وأشار إلى حالات أخرى، بينها “ضحى” خريجة شعبة الحقوق والمقيمة في فرنسا، والطبيبة “دوحاء أبو كابت”، وهي مغربية درست وتخرجت من جامعات فرنسية.
وأكد أن التنظيمات الإرهابية تستفيد من تداخل وتعقيد العوامل النفسية والثقافية والاجتماعية، ما يسهل عليها التسلل إلى فئات معينة من الشباب والنساء، خارج منطق الحاجة أو الحرمان.