اللقاءات السياسية للأحرار..تحضيرات انتخابية تحت ستار التفاعل المحلي

نجوى القاسمي :صحافية متدربة
مع اقتراب الانتخابات التشريعية، يشهد المغرب موجة من التحركات الحزبية المكثفة، كان آخرها أمس الجمعة اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة خنيفرة، ، بحضور رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، وأربعة وزراء من حكومة عزيز أخنوش، إلى جانب عدد من المنتخبين والمسؤولين المحليين.
ورغم أن اللقاء جاء تحت شعار التواصل مع الفاعلين المحليين، إلا أن توقيته ومضمونه يطرحان تساؤلات حول ما إذا كان مجرد اجتماع عادي أم استعدادا انتخابيا مبكرا. فقد ضم الوفد الحكومي وزراء لهم تأثير مباشر على الملفات التنموية والاجتماعية، مثل محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية، وأحمد البواري، وزير الفلاحة، ومصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وكريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، مما يعزز فرضية أن اللقاء لم يكن مجرد استماع لانشغالات الساكنة بقدر ما هو محاولة لكسب الأصوات مبكرا.
يتساءل مراقبون عن مدى جدوى هذه اللقاءات التي تنشط فقط مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، في حين تغيب مثل هذه الجولات الميدانية خلال باقي فترات الولاية الحكومية. فبدلا من أن تكون هذه التحركات جزءا من دينامية مستمرة لحل مشاكل المواطنين، تبدو أقرب إلى محاولة استمالة الناخبين عبر زيارات مكثفة ووعود متجددة.
وبينما يروج الحزب لكون هذه اللقاءات تأتي في إطار التواصل مع الساكنة، فإن الواقع يشير إلى أنها جزء من حملة انتخابية غير معلنة، حيث يتم خلالها رسم خريطة التزكيات والتفاوض على المواقع الانتخابية، أكثر من كونها مناسبة لحل المشاكل الحقيقية للساكنة
هل سيتكرر السيناريو بعد الانتخابات؟
التجارب السابقة أظهرت أن مثل هذه التحركات تظل ظرفية، إذ غالبا ما تتراجع وتيرة التواصل السياسي بعد انتهاء الانتخابات، ويجد المواطنون أنفسهم في مواجهة نفس المشاكل دون حلول ملموسة. و ستبقى اللقاءات التواصليو مجرد “تسخينات انتخابية” سرعان ما تخمد بعد فرز النتائج.