المجلس الاقتصادي والاجتماعي يحدث لجنة مؤقتة لرصد التحولات الشبابية

حسين العياشي
أكد يونس ابن عكي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلال مناقشة الميزانية الفرعية بمجلس النواب، أنّ المجلس يدفع نحو ترسيخ سردية جديدة حول الشباب ومشاركتهم، تنقلهم من خانة يُنظر إليها أحيانًا بعين الهواجس والتحديات إلى خانة تُعترف بها كقوة اقتراح وتغيير، وركيزة لبناء مغرب أكثر إدماجًا وابتكارًا وإنصافًا. هذا التحول، كما أوضح، لا يقوم على الشعارات بقدر ما يستند إلى عمل مؤسسي متدرج يستثمر الذكاء الجماعي ويُطوِّر عرضًا عموميًا أكثر ملاءمة لانتظارات الأجيال الصاعدة، بما يعزّز إسهامهم الفاعل في مسار “المغرب الصاعد”.
وانطلق ابن عكي من رهان جوهري: الفهم الموضوعي للتحولات الجارية في المشهد الشبابي عبر الرصد القائم على المعطيات والإنصات المباشر للفاعلين الشباب، باعتبارهم الطرف الأول المعنيّ. ومن هذا المنطلق، وبالتفاعل مع التعبيرات الشبابية التي شهدتها عدد من المدن مؤخرًا، أحدث المجلس لجنةً مؤقتة لدراسة الديناميات الشبابية الجديدة، مع وضع منهجية مبتكرة للمشاركة المواطِنة تُرسّخ مكانة المجلس فضاءً للتعبير المسؤول والتفاعل الإيجابي مع التطلعات، ومؤسسةً وسيطة موثوقة قادرة على تجسير الثقة بين الشباب وصُناع القرار.
ولم يكن هذا التوجه وليد ظرفٍ عابر؛ فالمجلس، منذ تأسيسه سنة 2011، وضع قضايا الشباب في قلب اهتماماته. وقد خصص أحد أوائل تقاريره لموضوع “تشغيل الشباب”، ليشكّل فاتحةَ سلسلةٍ تجاوزت عشرة إصدارات من آراء وتقارير، تناولت بتخصصية القضايا المُلحّة لهذه الفئة الحيوية. هذا التراكم المعرفي والتقييمي وفّر أرضية صلبة للانتقال من التشخيص إلى توسيع دوائر الأثر العملي.
وفي المستوى الإجرائي، يحرص المجلس على تنزيل هذا التوجه عبر تعبئة واسعة للخبرات وتفعيل قنوات القرب. فهو ينظم لقاءاتٍ دوريةً مع طلبة الجامعات وأعضاء الجمعيات الشبابية النشيطة داخل المغرب وخارجه، لتعريفهم باختصاصاته ومنهجيته وفتح نقاشٍ مباشر حول الأولويات التنموية، لا سيما ما يتصل بإدماجهم الاقتصادي والاجتماعي ومشاركتهم المواطِنة في تدبير الشأن العام ومسلسل اتخاذ القرار. بهذه المقاربة التشاركية، يترسخ حضور الشباب شريكًا كاملاً في صياغة الحلول، لا موضوعًا للسياسات فحسب.
ويخلص ابن عكي إلى أن الدينامية الجديدة التي يقودها المجلس تعزّز الانفتاح على الشباب والإنصات إليهم، وتؤسس لمسارات عمل وإصلاح واقعية قابلة للتحقق. فالمقصد النهائي هو تمكين طاقات الشباب وإسناد قدرتهم على المبادرة والابتكار، بما يجعلهم في صدارة بناء مغرب المستقبل القائم على العدالة والابتكار والمواطنة الإيجابية. بهذه الروح، ينتقل الخطاب من إدارة المخاطر إلى استثمار الفرص، ومن ردّ الفعل إلى صناعة الفعل.





