المغاربة والفضاء العام: بين الواقع المرير وأمل التغيير
نجوى القاسمي
كشفت دراسة استطلاعية حديثة أعدها المركز المغربي للمواطنة حول السلوك المدني للمغاربة، عن وجود مستوى مرتفع من عدم الرضا لدى المواطنين بشأن العديد من الممارسات اليومية داخل الفضاء العام، تتعلق أساسًا بالاحترام، والنظافة، والتعايش، والتعامل مع الفئات الهشة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 44.4% من المستجوبين غير راضين عن سلوك المغاربة تجاه جيرانهم، مقابل 39.9% اعتبروا مستوى الاحترام “متوسطًا”، في حين لم تتجاوز نسبة الراضين عن هذا السلوك 15.7%.
مضايقات حراس السيارات تثير الانزعاج
شكلت مضايقات حراس السيارات أحد أبرز مظاهر السلوك غير المقبول بحسب المستجوبين، حيث أعرب 87% من المشاركين عن انزعاجهم من هذه الظاهرة. واعتبر 87.7% أنها واسعة الانتشار أو منتشرة نسبيًا، فيما وصفها 8.3% فقط بأنها محدودة، و3% بأنها نادرة
سلطت الدراسة الضوء على ظواهر اجتماعية باتت مصدر قلق عام، إذ اعتبر 84.4% من المشاركين أن انتشار أشخاص يعانون من أمراض نفسية في الشوارع ظاهرة واسعة أو منتشرة نسبيا، كما رأى 85.8% أن الحيوانات الضالة باتت تمثل مشهدا يوميا مألوفًا.
أما بخصوص احترام الفئات الهشة والمستضعفة، فأعرب 47.2% عن عدم رضاهم عن سلوك المواطنين، مقابل 35.1% وصفوا الاحترام بأنه “متوسط”، و17.6% فقط عبروا عن رضاهم.
سلوكات أخرى مثيرة للقلق
كما لفتت الدراسة إلى سلوكات يومية تعكس ضعف الالتزام المدني، حيث عبّر 49.8% عن استيائهم من التدخين في الأماكن العامة، و60.7% أبدوا عدم رضاهم عن احترام المواعيد. كذلك أعرب 46.2% عن انزعاجهم من ضعف احترام الطوابير، و54.8% عن سلوكيات غير لائقة في وسائل النقل.
من جهة أخرى، سجل 60.9% من المستجوبين ملاحظات سلبية بخصوص احترام قوانين السير، سواء من السائقين أو الراجلين، فيما اعتبر 33.2% أن المغاربة لا يلتزمون باللباس اللائق في الفضاءات العمومية. أما التحدث بصوت مرتفع فقد أزعج 53.5% من المشاركين.
الغش والتسول ظواهر متجذرة
وأشارت الدراسة إلى أن 83.1% من المشاركين يعتبرون أن الغش في المعاملات التجارية منتشر على نطاق واسع، بينما رأى 93.2% أن احتلال الملك العمومي أصبح ظاهرة متفشية. كما أكد 92.2% أن التسول واستغلال الأطفال يعتبران من أكثر الظواهر انتشارًا في الفضاء العام المغربي.
