المغرب ضمن كبار موردي الأسماك لأوروبا.. فماذا عن السوق الداخلية؟

نجوى القاسمي : صحافية متدربة

في الوقت الذي يواجه فيه المغاربة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار المنتجات الغذائية، بما في ذلك الأسماك، كشفت بيانات حديثة عن تحقيق صادرات المأكولات البحرية المغربية أرقاما قياسية في الأسواق الأوروبية.

فقد استوردت دول الاتحاد الأوروبي خلال يناير الماضي 2025  أكثر من 112 مليون يورو من المنتجات البحرية المغربية، ما جعل المملكة تحتل المركز الرابع بين أكبر موردي هذه المنتجات بعد النرويج والصين وآيسلندا، وفقا لمعهد الإحصاء الأوروبي، كما نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية.

وتصدرت النرويج قائمة المورّدين بأكثر من 613 مليون يورو من صادرات الأسماك، تليها الصين بـ135 مليون يورو، ثم آيسلندا بـ116 مليون يورو، بينما تجاوزت واردات الاتحاد الأوروبي من المملكة المتحدة حاجز 100 مليون يورو.

نجاح التصدير يقابله غلاء داخلي

رغم هذه الأرقام القياسية في التصدير، يعاني السوق المغربي من ارتفاع أسعار الأسماك، حيث يجد المواطنون صعوبة في اقتنائه بسبب التكاليف المرتفعة التي باتت تثقل كاهل الأسر. هذا التناقض يثير تساؤلات حول سياسات التسويق الداخلي ومدى استفادة المغاربة من الثروة السمكية التي تتمتع بها البلاد.

من جهة أخرى، أشارت البيانات إلى أن الاتحاد الأوروبي زاد وارداته من الأسماك الروسية خلال يناير بأكثر من 1.5 مرة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغت قيمة المشتريات الأوروبية من روسيا أكثر من 51 مليون يورو. كما ارتفعت واردات دول الاتحاد على أساس شهري بنسبة فاقت 8 في المائة، ما جعل موسكو تحتل المركز الثاني عشر ضمن قائمة موردي الأسماك

المغرب ثالث أكبر مصدر للأسماك إلى أوروبا

سبق للمديرية العامة للسياسات الخارجية بالبرلمان الأوروبي أن أكدت في دراسة سابقة أن المغرب احتل المرتبة الثالثة ضمن أكبر مصدري الأسماك إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2022، حيث بلغت قيمة الصادرات نحو 1.6 مليار يورو، بينها 182 مليون يورو من أسماك السردين، وهو ما يمثل 93% من واردات أوروبا من هذا الصنف.

ورغم هذا الأداء القوي في الأسواق الخارجية، يبقى التساؤل مطروحا حول إمكانية تحقيق توازن بين متطلبات التصدير وضمان أسعار معقولة للمستهلك المغربي، خصوصا في ظل استمرار موجة الغلاء التي تضرب مختلف القطاعات.