المغرب واسبانيا نحو شراكة جديدة تعزز التعاون الاقتصادي والثقافي
حسين العياشي: صحافي متدرب
تشهد العلاقات بين المغرب واسبانيا تطورًا جديدًا، مع إعلان عمدة مدينة بيربينيان، لويس أليوت، عن رغبته في عقد توأمة مع مدينة طنجة المغربية، التي تعد ثالث أكبر مدينة في المملكة.
يأتي هذا التوجه، في إطار سعي بيربينيان إلى تعزيز علاقاتها الدولية وتطوير التعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، الثقافة، والتعليم، حيث يتميز هذا التعاون المرتقب بين المدينتين بأهمية خاصة، إذ تجمع طنجة بين موقعها الاستراتيجي على مضيق جبل طارق ومكانتها الاقتصادية البارزة في المغرب.
تشتهر عروسة الشمال بمينائها الضخم، الذي يعد من أهم المحاور التجارية في المنطقة، بالإضافة إلى جاذبيتها السياحية، لما تتوفر عليه من معالم تاريخية وطبيعية على رئسها “مغارات هرقل”.
ويُتوقع أن تساهم هذا التوأمة في تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتبادل الثقافي بين المدينتين.
بهذا الصدد، أعلن أليوت، خلال حفل أقيم في سبتمبر 2024 عن توقيع التوأمة مع مدينة بالما دي مايوركا الإسبانية، حيث أكد على رغبته في توسيع شراكات مدينته لتشمل طنجة، وأوضح في ذات السياق أن هذه الشراكة ستعمل على تعزيز التعاون في مجالات السياحة، الثقافة، الاقتصاد والتعليم، وهو ما يعكس الطموح المشترك بين المدينتين.
وتعد طنجة مدينة ذات أهمية استراتيجية بفضل قربها من إسبانيا وتواجدها على ممر تجاري عالمي، وهو ما يجعلها محط اهتمام للعديد من المدن الأوروبية الراغبة في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، ومن المتوقع أن تعزز هذه الشراكة مكانة طنجة كبوابة للتعاون الدولي وتبادل الخبرات بين شمال إفريقيا وأوروبا.
كما يشمل برنامج التعاون مع طنجة أيضًا مجالات بيئية وعلمية، فبتاريخ يونيو 2024، استضاف أليوت وفداً مغربياً من خبراء المياه، حيث تم الاتفاق على بناء شراكة مغربية-فرنسية تهدف إلى تطوير حلول بيئية مبتكرة، وهو ما يُظهر الالتزام المشترك بتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة للمنطقة.
تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية بيربينيان لتعزيز شراكاتها الدولية، حيث تسعى مدينته لتوسيع دائرة تعاونها مع مدن مثل طنجة ومجتمعات أخرى حول العالم، بما في ذلك دول في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتعكس هذه الجهود رغبة المدن في تعزيز التبادل التجاري والثقافي وتطوير العلاقات الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.