المغرب يخطو خطوة استراتيجية في الهيدروجين الأخضر بمشاريع كبرى في الجنوب

حسين العياشي

أكد المغرب طموحه ليصبح لاعباً محورياً في الانتقال الطاقي العالمي. ففي 17 شتنبر الجاري، صادقت لجنة قيادة “عرض المغرب” في الرباط، على توقيع عقود أولية مع خمسة مستثمرين، مغاربة وأجانب، لتنفيذ ستة مشاريع للهيدروجين الأخضر في المناطق الجنوبية للمملكة، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه المبادرات 319 مليار درهم.

وافق اللجنة خلال الاجتماع، على حجز الأراضي المخصصة لبناء وحدات الإنتاج المستقبلية، موفرة بذلك إطاراً رسمياً للمستثمرين للشروع في المراحل التقنية والمالية الأولى.

وستغطي هذه المشاريع الست، مناطق كبرى في الجنوب المغربي، ضمن استراتيجية متكاملة تشمل البنى التحتية المصاحبة، من موانئ وشبكات كهربائية ومحطات تحلية المياه، والتي تُعد ضرورية لضمان نجاح هذه المجمعات الصناعية. ويعد الجنوب المغربي بموارده الشمسية والريحية الوفيرة أرضية مثالية لهذه الاستثمارات، كما يُتوقع أن تخلق فرصاً اقتصادية جديدة على المستوى المحلي.

بأتي هذا التوجه في سياق دولي، يزداد فيه الاهتمام بالهيدروجين الأخضر، حيث تعمل دول مثل ألمانيا واليابان والسعودية، على مشاريع واسعة لتلبية الطلب على الطاقة وتقليل الانبعاثات الغازية. ويسعى المغرب من خلال هذه المبادرات إلى تصدير الطاقة النظيفة للأسواق الخارجية، مع تعزيز استقلاليته الطاقية في الوقت ذاته.

وتندرج هذه الاستراتيجية ضمن تنويع تدريجي لمزيج الطاقة الوطني، بعد مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ليصبح الهيدروجين الأخضر المحور الجديد للتنمية، بما يدعم موقع المغرب في التدفقات الطاقية الإقليمية والدولية، ويعزز الصناعة منخفضة الانبعاثات. وتشكل العقود الأولية المعتمدة قاعدة قانونية وتشغيلية متينة، تمهد الطريق لإتمام الدراسات المتقدمة وتوقيع العقود النهائية مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى