المغرب يستعد لاحتضان “القمر الأحمر”.. خسوف كلي نادر يزين سماء المملكة

حسين العياشي

سيكون المغاربة على موعد مع مشهد سماوي نادر، عشية السبت 7 شتنبر الجاري، حين تتحول سماء المملكة إلى مسرح لعرض كوني استثنائي. خسوف كلي للقمر، يكسو فيه القمر حلة نحاسية حمراء، فيما يُعرف فلكياً بـ”قمر الدم”.

وبحسب الخبراء، سيبدأ الخسوف جزئياً في سماء المغرب مع دخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض عند 16h30، ليدخل مرحلة الخسوف الكلي ابتداءً من 18h30، بينما يبلغ ذروته الأكثر إثارة حوالي 19h00، حيث يغمر القمر كاملاً في الظل الأرضي لمدة تناهز 90 دقيقة، قبل أن يبدأ في الانجلاء تدريجياً حتى انتهاء الظاهرة حوالي 22h00. غير أن الملاحظين بالمغرب مطالبون باختيار أماكن مفتوحة على الأفق الشرقي، لأن القمر سيظهر عند الشروق وهو في طور الخسوف الجزئي.

يحدث هذا المشهد حين تصطف الأرض بين الشمس والقمر، لتحجب أشعة الشمس عن سطحه، غير أن الغلاف الجوي للأرض يسمح بمرور جزء من الضوء المائل إلى الأحمر، فينعكس على سطح القمر ويمنحه لونه الناري المميز. على عكس الكسوف الشمسي، فإن متابعة الخسوف القمري آمنة تماماً ولا تحتاج إلى أي أدوات خاصة، وإن كان استعمال المناظير أو التلسكوبات يزيد من جمالية التجربة ويكشف تفاصيل أوضح لتضاريس القمر تحت الظلال الحمراء.

علماء الفلك يرون أن هذه الظواهر، إلى جانب بعدها العلمي، تحمل بُعداً إنسانياً وشعورياً عميقاً. فهي تدعونا إلى رفع أنظارنا نحو السماء، وإلى التوقف قليلاً عن صخب اليوميات لنصغي إلى صمت الكون. بالنسبة لعشاق التصوير الليلي، سيكون هذا الخسوف فرصة مثالية لتوثيق لحظة نادرة قد لا تتكرر إلا بعد سنوات.

هكذا، بين العلم والسحر، يتراءى لنا القمر مساء السابع من شتنبر في ثوب جديد. فسواء كنت من شغوفين بالفلك، أو مجرد فضولي يتعطش للدهشة، أو حالماً يلاحق المعنى بين النجوم، لا تفوت هذه الليلة؛ لأن القمر، بلونه الدموي، سيكون بصدد كتابة فصل جديد من الحكاية الأزلية بين الأرض والسماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى