المغرب يسجل ارتفاعا على مستوى رائدات الأعمال رغم التحديات “دراسة”

حسين العياشي

تطرقت دراسة البنك الأفريقي للتنمية وديلويت إلى مجموعة من التحديات التي تواجه ريادة الأعمال النسائية في أفريقيا، والتي تتنوع بين نقص التمويل وضعف الهيكلة، وهو ما يعيق قدرة المرأة على النمو والازدهار في قطاع الأعمال. وقد جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على الاحتياجات التنموية للممشاركة النسائية وإمكانات تعزيز دورها من خلال تحسين بيئة الأعمال وتوفير التمويل المناسب.

في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بدور المرأة في التنمية الاقتصادية، تبرز الحاجة الملحة إلى دعم وتعزيز قدرات جمعيات النساء المقاولات كأداة فعالة لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة. ووفقًا للدراسة، فإن المغرب يعد واحداً من أبرز الرائدين في هذا المجال على مستوى المنطقة، إذ يمتلك القدرة على تعزيز موقعه كقائد إقليمي في مجال الشمول الاقتصادي للنساء.

وقد أظهرت نتائج الدراسة التي شملت 16 دولة أفريقية، من بينها المغرب، أن الجمعيات النسائية في هذه الدول تواجه صعوبات متعددة، أبرزها نقص الدعم المالي والافتقار إلى الأدوات التكنولوجية الملائمة. على الرغم من ذلك، يظل المغرب أحد البلدان التي تمتلك إمكانات كبيرة لدعم ريادة الأعمال النسائية، بفضل بنيتها التحتية المتطورة والمناخ التجاري المشجع.

تعتبر المغرب واحدة من الدول الرائدة في منطقة شمال أفريقيا، حيث يشارك في الدراسة 100 شركة صغيرة ومتوسطة تديرها نساء و12 جمعية نسائية. إلا أن هذا التقدم يواجه تحديات ملموسة، حيث يعاني القطاع الجمعوي من تجزئة وضعف الهيكلة. وبالرغم من ذلك، يمكن للمغرب استثمار هذه النقاط للانتقال من مرحلة التحدي إلى مرحلة الفرص، بفضل ما يمتلكه من بنية تحتية متطورة، خصوصاً في مجالي الطاقة والاتصالات.

وفقًا للتقرير، فإن نسبة النجاح في الحصول على التمويل في شمال أفريقيا تبلغ حوالي 31% فقط، وهي نسبة أقل بكثير من المناطق الأخرى مثل أفريقيا الغربية، التي تسجل معدلات فشل أعلى. ومع ذلك، تتفوق المغرب على العديد من البلدان الأفريقية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، حيث يتمتع نسبة تغطية عالية للكهرباء وانتشار الإنترنت بنسبة 89.9%. هذه البنية التحتية المتقدمة تتيح للنساء المقاولات في المغرب الفرصة للوصول إلى أسواق جديدة، التعلم الرقمي، والتوسع في الابتكار التقني.

في إطار تعزيز ريادة الأعمال النسائية، أطلقت جمعية النساء المقاولات في المغرب (AFEM) منصة مبتكرة تحت اسم SheLearn، وهي منصة تدريبية استشارية تقدم دورات مجانية في مجال ريادة الأعمال والإدارة، خاصة للمشروعات النسائية الصغيرة والمتوسطة على المستوى الوطني. تقدم هذه المنصة فرصة لتطوير المهارات وتقوية القدرات لدى النساء المقاولات، مما يعزز من دورهن في الاقتصاد الوطني.

على الرغم من الفرص المتاحة، يعاني قطاع ريادة الأعمال النسائية في المغرب من عدد من العوائق الهيكلية. تشير دراسة البنك الأفريقي للتنمية إلى أن معظم الجمعيات النسائية في المنطقة تعاني من ضعف في التنظيم الإداري ونقص المهارات في القيادة والإدارة، مما يحد من قدرتها على التأثير الفعلي في السياسات الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، تظل فرص الوصول إلى التمويل بعيدة المنال بالنسبة للعديد من النساء المقاولات في المنطقة.

ولتجاوز هذه التحديات، تقترح الدراسة برنامجًا شاملاً يهدف إلى تعزيز قدرات الجمعيات النسائية من خلال التركيز على خمس ركائز استراتيجية أساسية: التنظيم والحكامة، الوصول إلى التمويل، تعزيز قدرات الجمعيات، دعم النساء المقاولات في تحسين مهاراتهن المهنية والإدارية، توفير خدمات استشارية ودعوية للمشروعات النسائية.

في الختام، يمكن للمغرب أن يواصل تعزيز مكانته كقائد إقليمي في مجال الشمول الاقتصادي للمرأة من خلال تحسين وتطوير الجمعيات النسائية وتوفير التمويل والخدمات الداعمة للنساء المقاولات. إن تحسين القدرات التنظيمية والتقنية لهذه الجمعيات، بالإضافة إلى استثمار البنية التحتية المتطورة، سيسهم بشكل كبير في تعزيز ريادة الأعمال النسائية في المنطقة، مما يعكس التطور المستدام الذي يعكس تنمية شاملة ومتوازنة لجميع فئات المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى