المغرب يطلق حملة وطنية جديدة لمحو الأمية بدعم أوروبي

حسين العياشي

أعطت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، يوم الإثنين بالرباط، الانطلاقة الرسمية لحملة وطنية جديدة، في مسعى لإعادة فتح أبواب التعلم أمام مئات الآلاف من المغاربة الذين ما زالوا محرومين من أبسط مفاتيح المعرفة.

تمتد الحملة إلى غاية 27 أكتوبر، وتأتي احتفاءً باليوم الوطني لمحاربة الأمية، بشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالمغرب، في مبادرة تسعى إلى جعل التعلم مسؤولية مجتمعية مشتركة لا تقتصر على المؤسسات التعليمية فقط، بل تشمل كل مكونات المجتمع المغربي، من سلطات عمومية وجمعيات مدنية ووسائل إعلام ومواطنين.

الحملة لا تقتصر على الدعوة إلى التعلم فحسب، بل تسعى إلى خلق وعي جماعي بقيمة محو الأمية كرافعة للتمكين الاجتماعي والاقتصادي. ولهذا الغرض، اعتمدت الوكالة مقاربة متكاملة تمزج بين التحسيس الإعلامي والتواصل الرقمي، إلى جانب حملات ميدانية قريبة من المواطنين، تنفذها المديريات الجهوية للوكالة بشراكة مع نسيج الجمعيات المحلية في مختلف جهات المملكة.

وفي كلمة خلال حفل الإطلاق، أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن محاربة الأمية ليست مجرد رقم يُدرج ضمن مؤشرات التنمية البشرية، بل هي تحول مجتمعي حقيقي يمس كرامة الإنسان وقدرته على المساهمة الفاعلة في الحياة العامة. وأضاف أن النجاح في هذا الورش الوطني يتطلب توحيد جهود الجميع، من أجل بناء مجتمع المعرفة والفرص المتكافئة.

وشدد بايتاس على أن الجمعيات العاملة في مجال محو الأمية تلعب دورًا محوريًا في هذا المسار، من خلال تقريب التعلم من المواطنات والمواطنين، وتحفيزهم على اتخاذ الخطوة الأولى نحو التمكين الذاتي، خاصة في القرى والمناطق الهشة حيث لا تزال نسب الأمية مرتفعة.

وتسعى الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، من خلال هذه الحملة، إلى بعث رسالة مفادها أن كل خطوة نحو التعلم هي خطوة نحو الحرية والكرامة، وأن تجاوز الأمية ليس فقط مسألة تعليم، بل رهان على المستقبل، وعلى بناء مغرب أكثر شمولًا وعدلًا ومعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى