المغرب يعتمد تقنيات صديقة للبيئة لتحلية مياه البحر
خديجة بنيس: صحافية متدربة
وقع المغرب عقوداً بقيمة 27.5 مليون دولار مع شركة “إنيرجي” الأميركية لتزويد البلاد بتقنية “مبادلات الضغط بي إكس” المستخدمة في تحلية مياه البحر بالتناضح العكسي، تهدف هذه التقنية إلى خفض استهلاك الطاقة في المحطات بنسبة تصل إلى 60%، مما سيسهم في تقليص انبعاثات الكربون بنحو 475 ألف طن سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 100 ألف سيارة من الطريق.
يأتي هذا في ظل معاناة المغرب من جفاف مستمر واستنزاف 25% من مخزونه المائي، حيث يهدف إلى تحقيق توفير نصف مياه الشرب من التحلية بحلول عام 2030. وفق صحيفة اقتصاد الشرق
وفي السياق نفسه، أوضح عبد العزيز اليحياوي، أستاذ المناخ والتغيرات المناخية والبيئة بجامعة القاضي عياض، لموقع “إعلام تيفي” أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا في مجال تنويع مصادره الطاقية. وأشار اليحياوي إلى أن المغرب قد اتخذ خطوات طموحة نحو استخدام الطاقة المتجددة، ليس فقط لتوليد الكهرباء، ولكن أيضًا لتحلية المياه البحرية، مما سيساهم في توفير المياه الصالحة للشرب، خاصة في المدن الساحلية.
ووفقًا لليحياوي، فإن التوجه نحو استخدام الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء وربطها بعمليات تحلية المياه البحرية يُعتبر سياسة حكيمة، حيث أن هذا النهج سيساعد في تقليل الآثار البيئية السلبية لتقنيات التحلية ويخفض التكاليف الاقتصادية لإنتاج مياه الشرب. كمثال على ذلك، أشار إلى محطة التحلية الكبرى في الدار البيضاء تبرز كيف يمكن للطاقة المتجددة أن تقلل من الأثر البيئي لتقنيات تحلية المياه البحرية بفضل انخفاض انبعاثاتها الغازية مقارنة بالطاقة الأحفورية.
وأضاف اليحياوي أن المخطط الوطني لإنتاج الكهرباء في المغرب في أفق2030 يظهر إدراك المغرب لأهمية توليد الطاقة المتجددة، فقد استثمر المغرب في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، كما في محطة نور ورزازات، والطاقة الريحية، والطاقة الكهرومائية، مما يجعله رائدًا في هذا المجال.
وختم اليحياوي بأن المغرب يهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاته من الكهرباء واستخدامها أيضًا في تحلية المياه، مما يعزز الاستدامة البيئية ويخفض التكاليف لتحقيق الأمن المائي.