المغرب يعزز دعمه الحقوقي لفلسطين عبر دورة تكوينية لوفد فلسطيني بالرباط

إعلام تيفي/ بلاغ
احتضن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين 14 يوليوز 2025، دورة تكوينية لفائدة وفد رفيع المستوى عن منظمة التحرير الفلسطينية، يمثل دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني، في إطار شراكة متجددة تعكس التزام المغرب، ملكًا وشعبًا، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمه المتواصل للقضية الفلسطينية على مختلف المستويات، السياسية والحقوقية والإنسانية.
وشارك في الدورة، التي تستمر إلى غاية 20 يوليوز الجاري، عدد من المسؤولين والممثلين عن المؤسسات الوطنية، إلى جانب خبراء وفاعلين في مجال حقوق الإنسان، حيث تهدف إلى دعم قدرات الوفد الفلسطيني في مجالات التوثيق الحقوقي، القانون الدولي الإنساني، آليات الترافع الدولي، والتقارير والشكايات الحقوقية.
الدورة تنظم بشراكة مع معهد الرباط إدريس بنزكري لحقوق الإنسان، وتشكل أول تعاون رسمي بين المجلس ودائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن فلسطين ليست فقط قضية سياسية أو جغرافية، بل قضية حقوقية وإنسانية تقع في صميم الضمير العالمي، معتبرة أن ما يحدث في فلسطين من انتهاكات وجرائم “جرح مفتوح في الضمير الإنساني”.
وأضافت أن تنظيم الدورة التكوينية في الرباط، “ليس فقط مناسبة لتبادل التجارب والخبرات، بل هو تعبير واضح عن موقف حقوقي تضامني متجدد وراسخ، يعكس مواقف المملكة المغربية الثابتة تجاه فلسطين وشعبها”.
وشددت بوعياش على أن القضية الفلسطينية تمثل اختبارًا حقيقيًا لصدقية التعهدات الدولية، ومحكًا لفعلية منظومة حقوق الإنسان الكونية، مؤكدة أن المجلس سيواصل الترافع من أجلها داخل الآليات الأممية والدولية، مع التركيز على حماية المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يتعرضون بدورهم لانتهاكات ممنهجة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما دعت إلى ضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وضمان استمرارية الدعم الحقوقي والإنساني.
من جهته، عبر أحمد سعيد التميمي، رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن تقديره الكبير لمواقف المغرب الداعمة، مشيدًا بدور المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيسته في الترافع عن فلسطين داخل المحافل الحقوقية الدولية.
وقال إن هذه الشراكة تشكل دعامة قوية لتعزيز صوت فلسطين في العالم، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، معبرًا عن اعتزاز الوفد الفلسطيني بالتجاوب السريع والإيجابي للمجلس مع مقترحات التعاون.
وأكد التميمي أن توقيع اتفاقية تعاون مع المجلس يشكل محطة نوعية لتقوية العلاقة بين المؤسستين، والاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في النهوض بحقوق الإنسان. كما عبّر عن إرادة فلسطينية واضحة في تطوير هذا التعاون على أسس الثقة والتشاور المستمر.
من جهته، قال سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، إن المعركة الفلسطينية اليوم هي معركة قانونية بامتياز، تتطلب تعزيز قدرات المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان، وتمكينهم من آليات الاشتغال الدولي، خصوصًا في ظل الإبادة الممنهجة والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ويشمل برنامج الدورة ورشات تطبيقية ونظرية في مجالات متعددة، من بينها آليات حماية حقوق الإنسان الدولية، القانون الدولي الإنساني، المحكمة الجنائية الدولية، تقنيات التوثيق الميداني، إعداد التقارير والشكايات، بالإضافة إلى تقديم التجربة المغربية في العدالة الانتقالية.
وفي ختام كلمتها، أعلنت آمنة بوعياش عن التوقيع المرتقب لبروتوكول تعاون بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان ودائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك يوم الجمعة 18 يوليوز، بهدف تكريس آليات التعاون، وتبادل الخبرات، وبناء القدرات، في سبيل النهوض بثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها، داخل فلسطين وعلى المستوى الدولي.